دينا محمود (لندن)
على الرغم من أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم يكن من بين المرشحين لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي أُجريت على مدار الليلة الماضية في الولايات المتحدة، فإن هذا الاقتراع الذي يشمل جميع مقاعد مجلس النواب وثلث المقاعد التي يتألف منها مجلس الشيوخ، بدا بنظر الكثيرين استفتاءً على ترامب نفسه قبل أي شيء آخر.
فالملياردير السبعيني، الذي خسر السباق الرئاسي الأخير قبل عامين من الآن، أعرب عن دعمه العلني لقرابة ثلاثمائة من المرشحين الجمهوريين الذين خاضوا غمار انتخابات «الثلاثاء»، ممن تبنوا بدورهم المواقف التي طالما عبر عنها ترامب، خاصة ما يتعلق بملف الهجرة وانتهاج سياسة يصفها البعض بـ «الانعزالية» على الساحة الدولية.
كما لم يتردد عدد من هؤلاء المرشحين في إبداء تأييدهم لما يقوله الرئيس السابق وأنصاره، من أن الانتخابات التي قادت لخروجه من البيت الأبيض، لم تكن خالية من التلاعب أو التزوير.
وبجانب البصمة السياسية لترامب، التي بدت واضحة على أجواء الحملات الانتخابية للكثير من المرشحين الجمهوريين، بدت سياساته جذابة بشكل أكبر في نظر شريحة من الناخبين الأميركيين المستائين من المشكلات التي يواجهها الاقتصاد في الوقت الراهن، حتى وإن كان جانب لا يُستهان به منها، يُعزى لتطورات دولية من قبيل الأزمة الأوكرانية.
وبحسب مراقبين، يمكن أن تحدد نتائج انتخابات التجديد النصفي، ما إذا كان ترامب سيمضي قدما بالفعل، على طريق ترشيح نفسه للسباق الرئاسي المقبل في الولايات المتحدة والمقرر بعد عامين، وذلك على ضوء أن الرئيس السابق، قد ألمح خلال مشاركته في تجمعات انتخابية، أن فرص ترشحه للعودة إلى البيت الأبيض قائمة بشدة.
وعشية الانتخابات النصفية، قال ترامب، إنه سيعلن «أمراً كبيراً للغاية» في الخامس عشر من هذا الشهر، في إشارة واضحة لاعتزامه الإفصاح، عن قرار العودة لحلبة التنافس على المنصب الأهم في الولايات المتحدة.
ووفقاً لتصريحات نشرها موقع «هافينجتون بوست» الإلكتروني، قال متابعون للشأن الأميركي، إن انتخابات التجديد النصفي، التي تُجرى في منتصف فترة ولاية أي رئيس للولايات المتحدة، عادة ما تسفر عن نتائج تمنح الصدارة للحزب المنافس، وهو ما سبق أن حدث مع الرئيس الجمهوري نفسه عام 2018.
وأشار هؤلاء الخبراء، إلى أن إمكانية خسارة بعض المرشحين الذين أبدى ترامب دعماً قوياً لهم خلال الأسابيع القليلة الماضية في الانتخابات النصفية، قد يرتد سلباً على فرص حملته المتوقعة للرئاسة، وهي الحملة التي يُنتظر أن تبدأ بشكل فعلي، فور الإعلان عن نتائج اقتراع الثامن من نوفمبر.
وقد تمثل أي انتكاسة للرئيس السابق على هذا الصعيد، نبأ ساراً لقيادات جمهورية أخرى، تطمح بدورها في خوض المعركة الانتخابية على رئاسة الولايات المتحدة، وعلى رأسها حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، الذي أُعيد انتخابه في منصبه بالفعل.
ومع أن الكثيرين يرون أن دي سانتيس يشكل المنافس الأبرز لترامب، حال قرر الاثنان خوض انتخابات 2024 الرئاسية، فإن القائمة تشمل أسماء آخرين محتملين، من بينهم مايك بينس النائب السابق للرئيس الجمهوري نفسه، بجانب السناتور المخضرم تيد كروز، وكذلك المندوبة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.