حسن الورفلي (بنغازي)

شددت الولايات المتحدة الأميركية على أنه لا حل عسكرياً للأزمة في ليبيا، مجددةً رفضها بشدة أي استخدام للعنف في أي مكان والتأكيد على دعم التنفيذ الكامل لاتفاق 23 أكتوبر 2020 لوقف إطلاق النار، داعيةً في الوقت ذاته لتركيز كافة الجهود على التحرك نحو إجراء انتخابات تحظى بالدعم في جميع أنحاء ليبيا وتستعيد سيادة البلاد بالكامل.
وأكدت هالة غريط، الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أن الولايات المتحدة ترى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في ليبيا، مجددة رفض بلادها بشدة أي استخدام للعنف، والتأكيد على دعم واشنطن للتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار.
ورحبت غريط بتعهد المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة عبدالله باثيلي حول الإجماع الوطني الليبي من أجل المضي قدماً في الاستعداد للانتخابات، وكذلك نيّته إحياء المسار الأمني، مشيرة لدعم بلادها جهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتعزيز الاستقرار السياسي والمصالحة بين الليبيين، ودعم وساطة الأمم المتحدة بشكل كامل والتي تهدف إلى وضع أساس دستوري لتمكين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشاملة في جميع أنحاء ليبيا في أقرب وقت ممكن.
يذكر أن ليبيا تعاني حالة استقطاب سياسي حاد وانقسام يهدد المسار العسكري الذي تدعمه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، والتي شددت في مناسبات عدة منذ تولي المبعوث الجديد عبد الله باثيلي دعمها للحل السياسي، وسعيها إلى تفعيل المسار العسكري لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
وشددت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية على دعم الولايات المتحدة المطالب العارمة للشعب الليبي لاختيار قادته من خلال انتخابات حرة ونزيهة، مشيرةً إلى أن ذلك يتطلب عملاً دؤوباً وفق الأسس الدستورية للانتخابات.

وأكدت أن السبيل الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدماً هو من خلال «خريطة طريق» لانتخابات ذات مصداقية تمكن الناخبين الليبيين من اختيار قادتهم لدفع البلاد نحو الاستقرار والازدهار، لافتة إلى أن الولايات المتحدة ستقدم أي دعم مطلوب من المبعوث الأممي لدى ليبيا.
ودعت المسؤولة الأميركية المجتمع الدولي، إلى العمل بشكل وثيق مع الممثل الخاص للأمم المتحدة، مشيرةً إلى مطالبة الشعب الليبي بفرصة لاختيار قادته من خلال انتخابات حرة ونزيهة، مؤكدةً أن ذلك ضروري لإضفاء الشرعية وضمان المساءلة.
ولفتت إلى تشجيع الولايات المتحدة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة على إعطاء الأولوية للجهود المبذولة لضمان الشفافية والمساءلة في مؤسسات الدولة الليبية، وكذلك عمل بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار، معتبرةً أنها تساعد اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5 + 5» في الإشراف على الانسحاب الفوري لجميع القوات والقوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة.
وفي سياق متصل، جدد المبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، رغبة بلاده في دعم ليبيا من أجل إجراء الانتخابات، باعتبارها «الهدف الرئيسي لكافة فئات الشعب».
جاء ذلك خلال لقاء نورلاند، أمس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للحكومة.
وأوضح البيان أن الاجتماع خصص لمناقشة الجهود المبذولة لإنجاح الانتخابات، والعمل لمعالجة العوائق التي تواجه تنفيذها.
كما تطرق إلى مناقشة الإنفاق الحكومي والخطوات التي اتخذتها الحكومة بشأن الشفافية، والعمل على دعم الخطوات المتخذة في هذا الملف.
وكذلك بحث اللقاء عدداً من الملفات الاقتصادية والقانونية المشتركة بين البلدين، من أجل خلق شراكة فاعلة بين البلدين، وفي مقدمتها عودة السفارة الأميركية للعمل من طرابلس «تعمل من تونس منذ اشتباكات 2014».
وذكر البيان أن المبعوث الأميركي رحب بالجهود المبذولة من الحكومة في إطار استعدادها لإجراء انتخابات حال توافر القاعدة الدستورية.
من جانبه، أكد الدبيبة، ضرورة تحشيد المجتمع الدولي لحلحلة الصعوبات التي تعيق إجراء الانتخابات، وأهمها «القاعدة الدستورية» التي ما زالت غير واضحة المعالم.
وشدد الدبيبة، وفق البيان، على استعداد الحكومة للقيام بدورها المناط بها من أجل إنجاح الانتخابات.
وتسعى ليبيا للوصول إلى انتخابات في أقرب وقت لحل أزمتها المتمثلة في صراع بين حكومة عينها مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا وحكومة الدبيبة المعترف به دوليا، والذي يرفض التسليم إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.
وفي حين تسيّر الأمم المتحدة حواراً بين مجلسي النواب والدولة للوصول إلى «قاعدة دستورية» تجري وفقها تلك الانتخابات برزت مؤخراً تساؤلات عن هوية الجهة التنفيذية التي ستؤمن الانتخابات وتشرف عليها.