واشنطن (وكالات)
توجه الأميركيون أمس، للتصويت في انتخابات منتصف الولاية، في ظلّ محاولة الجمهوريين الحصول على غالبية في الكونغرس من شأنها أن تشلّ جدول أعمال الرئيس جو بايدن للسنتين المقبلتين، وتمهّد لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وقالت متحدثة البيت الأبيض كارين جان بيير: «إن معرفة هوية الفائزين في الانتخابات النصفية لن تكون واضحة يوم الانتخابات» وإن النتائج «ستحتاج لأيام قليلة».
وأضافت: «قد لا نعرف كل الفائزين في الانتخابات لبضعة أيام حتى يمكن فرز جميع الأصوات القانونية والصحيحة»، مشيرة إلى أن العديد من الولايات تستخدم بطاقات الاقتراع بالبريد وغيرها من أشكال التصويت المبكر التي لا يتم احتسابها غالباً، إلا بعد الإدلاء بالأصوات بشكل مباشر وشخصي في الانتخابات. ومع انطلاق الاقتراع، حث بايدن عبر تويتر الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لإحداث فارق في انتخابات التجديد النصفي، موضحاً أنه «ورث» العجز الضخم في الميزانية، في إشارة إلى سلفه دونالد ترامب.
وأضاف، هذا العام وحده، قمنا بخفض العجز بمقدار 1.4 تريليون دولار، وسنقوم بتخفيض 250 مليار دولار أخرى خلال العقد القادم.
ويؤثر الوضع الاقتصادي بشدة على التوجه السياسي، فوفق استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث الشهر الماضي، قال 79 من الناخبين: إن الاقتصاد مهمّ للغاية في قرارهم، بشأن الحزب الذي سيصوتون له في انتخابات التجديد النصفي.
كما دعا الرئيس الديمقراطي إلى «الدفاع عن الديمقراطية» فيما وعد سلفه الجمهوري بـ«إعلان مهمّ» الأسبوع المقبل، مفسحاً المجال أمام تكهّنات بشأن إعلان ترشّحه للبيت الأبيض.وأدلى دونالد ترامب، أمس، بتصريحات عقب الإدلاء بصوته في انتخابات تجديد الكونغرس في ولاية فلوريدا، واصفاً إدارة الديمقراطيين في البلاد بـ«المُدمرة».وتحدث ترامب عن الملفات التي تشغل بال الجمهوريين في الولايات المتحدة، مشيرا إلى قضية الهجرة، وقال إن الملايين يدخلون البلاد على نحو غير قانوني.
وأدلى أكثر من 40 مليون شخص بأصواتهم خلال التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد، في اقتراعٍ سيؤدي إلى تجديد مقاعد مجلس النواب بالكامل وثلث مقاعد مجلس الشيوخ إضافة إلى مجموعة من المناصب المحلية. وبعد حملة شرسة ركّزت على التضخّم، يبدو الجمهوريون واثقين بشكل متزايد من فرصهم في تجريد بايدن من غالبيته الديمقراطية في الكونغرس.
خلال تجمّع أخير مساء الإثنين في أوهايو، قال الرئيس السابق دونالد ترامب الحاضر بقوة في الحملة الانتخابية: «إذا كنتم تريدون وضع حدّ لدمار بلادنا وإنقاذ الحلم الأميركي، يجب أن تصوّتوا للجمهوريين».
وأعلن الملياردير البالغ من العمر 76 عاماً أنه سيُصدر «إعلاناً مهمّاً جداً الثلاثاء 15 نوفمبر، مُدركاً جيداً أنّ انتصار مرشّحيه في صناديق الاقتراع سيمنحه نقطة انطلاق مثالية للترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024.
في هذه الأثناء، سعى معسكر جو بايدن لكسب الأصوات من اليسار والوسط عبر تصوير المعارضة الجمهورية على أنها تهديد للديمقراطية والمكتسبات الاجتماعية مثل الحق في الإجهاض.
وقال الرئيس البالغ من العمر 79 عاماً خلال تجمّع مساء الاثنين في ميريلاند الواقعة على مشارف واشنطن «ندرك جيّدًا أنّ ديمقراطيتنا في خطر».
ولكن ارتفاع الأسعار بمتوسط 8.2 في المئة خلال عام يبقى الشغل الشاغل للأميركيين، في الوقت الذي يبدو فيه أن جهود بايدن للظهور على أنه «رئيس الطبقة الوسطى» لم تعطِ النتيجة المرجوة.
ووفق استطلاعات للرأي، فإنّ المعارضة الجمهورية تملك فرصة في الفوز بما بين عشرة و25 مقعداً إضافياً في مجلس النواب، وهي أكثر من كافية لتحصل على الغالبية. وفيما لا تزال الاستطلاعات أكثر غموضاً في ما يتعلّق بمجلس الشيوخ، يبدو أنّ الجمهوريين سيحقّقون تقدّماً فيه أيضاً. وسيكون لفقدان السيطرة على مجلسي الكونغرس عواقب وخيمة على الرئيس الديمقراطي الذي أعرب عن نيّته الترشح في العام 2024، ما يُنذر بإعادة مشهد الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2020.
وقال بايدن مساء الإثنين إنه متفائل بشأن نتيجة الانتخابات، ولكنّه أقرّ بأنّ الاحتفاظ بالسيطرة على المجلسين سيكون «صعباً».
وشهدت بعض الولايات الرئيسية انتخابات محتدمة، وهي نفسها الولايات التي كانت بالفعل على المحكّ في الانتخابات الرئاسية للعام 2020.
وفي هذا السياق، تُسلّط الأضواء على بنسيلفانيا المركز السابق لصناعة الصلب، حيث يواجه الجراح الجمهوري المليونير محمد أوز المدعوم من دونالد ترامب، رئيس البلدية الديمقراطي لمدينة صغيرة جون فترمان، على أحد أكثر المناصب المتنازع عليها في مجلس الشيوخ.
وقد أنفقت ملايين الدولارات على هذه المنافسات، ممّا يجعل من هذا الاقتراع انتخابات نصف الولاية الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة.