نيويورك (الاتحاد)
أكدت الإمارات، أمس، أن تعزيز الحوار والتعايش السلمي ركيزة أساسية لبناء مجتمعات سلمية ومزدهرة، ولهذا، تواصل دولة الإمارات حث بعثة «يونيسفا» على التواصل مع المجتمعات المحلية في منطقة «أبيي» للحد من التوترات الراهنة.
وقالت الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن بشأن قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي «يونيسفا»: نرى أن المبادرات والتطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة مشجعة، وأبرزها عقد مؤتمر السلام من خلال الحوار في مايو، والذي شمل قادة القبائل وممثلين عن النساء والشباب.
وأضافت، في البيان الذي أدلى به المنسق السياسي بالإنابة سعود المزروعي: نؤمن بأهمية استمرار هذا التواصل وبشكل منتظم وشامل، مع تقييم التقدم المحرز فيما يتعلق بتنفيذ المبادئ المتفق عليها في المؤتمر.
وقال المزروعي: نلاحظ تحسّن العلاقات بين السودان وجنوب السودان، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع «آلية السلام والأمن المشتركة» في الخرطوم في مايو، والذي أدى إلى تقدم محرز بشأن فتح ممرات عبور الحدود، وحثّت الأطراف خلاله على استئناف اجتماعات «لجنة الرقابة المشتركة في أبيي» بصورة منتظمة، حيث لا يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي لمنطقة أبيي إلا من خلال الحوار.
وشجع المزروعي، وفق البيان، على استمرار المساعي الدبلوماسية للتعجيل في تنفيذ الترتيبات لإدارة وأمن منطقة أبيي ومضاعفة الجهود لتحقيق تسوية سلمية ومقبولة للأطراف بشأن الوضع النهائي للمنطقة.
وأشاد المزروعي، حسب البيان، بالدور القيادي لبعثة «يونيسفا» في تنفيذ مشاريع سريعة الأثر، والعمل بصورة مشتركة مع شرطة الأمم المتحدة لإحالة الناجين من العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس في أبيي إلى المكتب التجريبي للشؤون الجنسانية والذي يعمل على مدار الساعة.
كما أشاد أيضاً بالجهود التي تبذلها «لجّان الحماية المجتمعية» و«لجنة الحماية المشتركة»، في مساعدة بعثة «يونيسفا» على الاستجابة للحوادث في الوقت المناسب، بما في ذلك الهجمات المسلحة والعنف بين القبائل.
لكن المزروعي أشار إلى أنه رغم هذه التطورات الإيجابية، لا تزال الإمارات قلقة بشأن استمرار الاشتباكات والعنف بين القبائل، بما في ذلك الحوادث التي تعيق عمليات بعثة «يونيسفا»، وتستهدف قواتها وتزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية المتردية في منطقة أبيي، لا سيما مع تعرض المنطقة للفيضانات التي تسببت في عمليات النزوح الأخيرة وجرف الأراضي الزراعية، لتزيد بذلك من حدة انعدام الأمن الغذائي.
وقال: «هنا يبرز مجدداً الدور البالغ الأهمية لبعثة يونيسفا في تيسير إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين والمتضررين، بما في ذلك عبر برنامج أبيي المشترك بإشراف المنسقين المقيمين للأمم المتحدة في السودان وجنوب السودان، باعتباره محورياً لدعم سبل المعيشة للشعب في المنطقة».
وأوضح أنه مع اقتراب فترة الترحال الموسمي للقبائل والتي قد تزيد من التوترات بين المجتمعات، نرى أن معالجة هذه التحديات تتطلب التواصل مع جميع الجهات المعنية الفاعلة، إذ يعد عقد مؤتمر بشأن السلام الموسمي خطوة مهمة في هذا الاتجاه.