هدى جاسم (بغداد)

نجح البرلمان العراقي، أمس، في تجاوز إحدى عقبات الأزمة السياسية المحتدمة منذ أكثر من عام، مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مهندس يبلغ من العمر 78 عاماً، وتكليف رئيس جديد للحكومة، لكن تحديات كثيرة لا تزال تنتظر البلاد، أبرزها تشكيل الحكومة الجديدة، الذي توقعت مصادر مطلعة أن يكون خلال 10 أيام، على أن تتألف من 28 وزارة. 
وانتخب البرلمان العراقي الوزير السابق عبد اللطيف رشيد رئيساً للجمهورية، وسرعان ما كلّف رشيد رئيساً جديداً للحكومة، هو محمد شياع السوداني، في خطوة وضعت حداً لشلل مؤسساتي دام عاماً، مع فشل القوى السياسية الكبرى على الاتفاق منذ الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2021.
مع ذلك، فإنّ مهمة تشكيل الحكومة، في بلد تقوم فيه الحياة السياسية على مفاوضات بين القوى المهيمنة على المشهد، تبدو صعبةً، وقد تعود الخلافات من جديد إلى الواجهة.
وبدأ رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني، بتكثيف جهود، إثر إعلانه رسمياً المكلف بمهام تشكيل الحكومة العراقية من قبل رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد.
وتوقعت مصادر مقربة من السوداني لـ«الاتحاد»، الإعلان عن الحكومة الجديدة وتقديمها للبرلمان في غضون 10 أيام، وبينت المصادر، أن «هناك توافقات مبدئية حيال كثير من القضايا التي ستسهم في تقليص المدة الزمنية لتقديم الوزراء والبرنامج الحكومي».
وحسب المصادر، فإن «حكومة السوداني لن تتجاوز 28 وزارة، وستكون مؤلفة من وزراء تكنوقراط، بينهم نساء».
وعقب تكليفه، تعهد السوداني بالعمل على إزالة الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، وتمتين العلاقات بين إربيل وبغداد وفق الدستور.
كما أعلن عن استعداده على فك الخلافات بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان، مؤكّداً على الاستعداد التام للتعاون مع جميع القوى، سواء الممثلة في مجلس النواب أو على الساحة الوطنية.
وقال: «حكومتي تتضمن الشخصيات الكفؤة والنزيهة والقادرة على تحمل المسؤولية، وبرنامجنا سيدعم الحكومات المحلية، وسنعمل بكل تفاني وإخلاص من أجل التصدي للمشاكل والأزمات».
ولفت السوداني إلى أن مقدمة أولويات حكومته ستكون في «محاربة الفساد، وندعو الجميع إلى تحمل المسؤولية والمشاركة بحملة وطنية شاملة لمكافحة الفساد».
وأكد أنه سيسعى «لإجراء انتخابات محلية ونيابية في أجواء حرة ونزيهة وفي ظل نظام انتخابي شفاف يطمئن كل المتنافسين».
وأعلن رئيس الوزراء المكّلف عن «الرغبة الجادة في فتح باب الحوارِ الحقيقي والهادف لبدء صفحة جديدة في العمل لخدمة أبناء شعبنا وتخفيف معاناته»، مشيراً إلى أنه «لن ينسى مطالب الشباب وسنعمل بكل تفان وإخلاص في التصدي للمشاكل والأزمات المتراكمة».