أبوظبي، عواصم (وام، وكالات)

رحبت دولة الإمارات بتوصل الجمهورية اللبنانية ودولة إسرائيل لاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية، وثمّنت جهود الوساطة الحثيثة التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية بين البلدين، وأعربت عن الأمل في أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز استقرار المنطقة.
وأثنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، على هذا الاتفاق والجهود التي مكّنت تحقيقه، مؤكدة أنه خطوة إيجابية وعملية لدفع مسارات الازدهار والتنمية، وتحقيق المصالح الاقتصادية لكلا البلدين.
وأكدت الوزارة أهمية تعاون البلدين لما من شأنه تعزيز المصالح الاقتصادية وتوطيد السلم والأمن الإقليميين.
وبعد مفاوضات مكثفة بوساطة الولايات المتحدة، توصلت إسرائيل ولبنان إلى «اتفاق تاريخي» لترسيم حدودهما البحرية وإزالة العقبات الرئيسة أمام استغلال حقول الغاز شرق البحر المتوسط، فيما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أمس، إن بلاده ولبنان توصلا إلى «اتفاق تاريخي» لترسيم الحدود البحرية.
وأضاف لابيد في بيان أن «هذا الاتفاق التاريخي سيعزز أمن إسرائيل، ويضخ مليارات في الاقتصاد ويضمن استقرار الحدود الشمالية»، مشيراً إلى أنه من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر اليوم الأربعاء حوله.
وأضاف: «مشروع الاتفاقية يلبي جميع المبادئ الأمنية والاقتصادية التي وضعتها إسرائيل».
من جانبها، قالت الرئاسة اللبنانية في بيان: إن النسخة الرسمية النهائية المعدلة التي تقدم بها الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين للاتفاق بشأن الحدود البحرية الجنوبية تلبي المطالب اللبنانية. 
وقالت: إن «الصيغة النهائية حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة إلى اللبنانيين». 
وأضاف البيان أن الرئيس اللبناني ميشال عون أعرب عن شكره للوسيط الأميركي والإدارة الأميركية على الجهود التي بذلت من أجل التوصل إلى هذه الصيغة، مؤكداً أنه سيجري المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنية تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحد. 
كما تلقى عون اتصالاً من نظيره الأميركي جو بايدن لتهنئته بإتمام مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية في تغريدة أن بايدن هنأ عون خلال الاتصال بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وأكد له «وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية».
وفي السياق، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي: إن «الموقف اللبناني الموحّد في الملف وتشبث لبنان بحقوقه ومطالبه أفضى إلى هذه النتيجة الإيجابية»، طالباً من شركة «توتال» المباشرة بالتنقيب في المياه اللبنانية فوراً.
كلام ميقاتي جاء خلال تسلمه من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب نسخة عن المسودة النهائية للاتفاق في السراي الحكومي وسط بيروت بحسب بيان لمكتبه الإعلامي.
وأعرب ميقاتي عن «أمله أن تبلغ الأمور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية».
كما التقى ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض وفدا من شركة «توتال» الفرنسية. 
وقال فياض في تصريح للصحفيين إن اتفاق الترسيم هو نفس إيجابي سيسمح للبنان بالانتقال إلى مكان آخر يضعه على خريطة المنطقة النفطية. 
وأوضح أن أعمال التنقيب عملية بحاجة لأشهر وأن شركة «توتال» ستحضر الخطة وسيتأكد لبنان أنها خطة سريعة وسيتم تحضير الأمور اللوجستية وستبدأ الأعمال فوراً. 
كما قال نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب: إن مسودة ترسيم الحدود الجنوبية أخذت في الاعتبار ملاحظات لبنان كاملةً.
ورداً على سؤال إذا ما كانت المسودة تتضمن العودة إلى اتفاق الإطار والتوقيع سيكون في الناقورة، قال بوصعب: «أنا لا أسمي ذلك اتفاقاً هو اتفاق مع الأميركيين، وسنودع هذا الاتفاق أو العرض أو الرسالة لدى الأمم المتحدة، الصيغة أخذت بعين الاعتبار حساسية لبنان ووجد المفاوض الأميركي حلاً».
وأثنى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس على موقف الرئاسة اللبنانية لتأييدها النص الذي وصفه بأنه «إيجابي للجانبين».
ووجّه جانتس انتقادات لميليشيات «حزب الله» قائلاً: إن «الحزب حاول تقويض العملية التفاوضية بتهديداته».
وبموجب الاتفاق الجديد، يصبح حقل «كاريش» بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما يضمن الاتفاق للبنان حقل «قانا»، الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.
وطرح المبعوث الأميركي آموس هوكستين صيغة نهائية في وقت سابق من هذا الشهر قبلتها إسرائيل، لكن لبنان طلب إدخال بعض التعديلات.