أحمد عاطف (القاهرة)
بعد القضاء على «خلافة داعش» واسترداد الأراضي التي كان يسيطر عليها في عام 2019، باتت عملياته محدودة وبشكل مختلف عن ذي قبل، راهن الكثيرون على أن هذا التنظيم ماض نحو الزوال أو الانطواء والانكماش الحقيقي، إلا أن تقارير استخباراتية أميركية رفعت عنها السرية مؤخراً أفادت بأن التنظيم يعيد بناء بعض قدراته في كل من العراق وسوريا، ويقاتل على نحو متزايد حكومات محلية في أماكن من بينها أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي منها.
وقال خبراء في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة لـ«الاتحاد»: إن تنظيم «داعش» بات أخطر من ذي قبل، خاصة بعد تحوله من كونه «دولة مزعومة» تسيطر على بقعة جغرافية محدودة، إلى مجموعة من الخلايا السرية «غير مرئية» تنطلق في دول أوروبية وداخل القارة الأفريقية ما يمثل خطراً كبيراً.
وبحسب تقرير نشره مكتب مدير الاستخبارات الأميركية، فإن الأذرع العالمية لـ «داعش» قد تزيد قدرتها على شن هجمات في العديد من المناطق بالعالم، خاصة بما في ذلك الغرب، مرجحاً أن تتعرض الولايات المتحدة لهجمات «منفردة» من أشخاص يتبنون أيديولوجية التنظيم، أكثر من هجمات مخطط لها مركزياً.
من جانبه، توقع الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية صبرة القاسمي، أن يستغل التنظيم الأوضاع في أوروبا والنزاعات الموجودة، والحصول على أكبر كم من الأسلحة والذخائر وتهريبها عبر الحدود لأماكن بعيدة عن النزاع، استعداداً لخططه المقبلة، كما يستخدم استراتيجية «الذئاب المنفردة» لتحقيق أهدافه.
وأشار القاسمي لـ«الاتحاد» إلى أن هناك تحركات «داعشية» بالفعل سواء بالدعوة والاستقطاب أو التحضير والتجهيز بالمعلومات الاستخباراتية أو بالدعم اللوجستي لعمليات مرتقبة في أنحاء مختلفة من أوروبا.
واتفق الخبير المصري في شؤون الإرهاب الدولي، منير أديب مع ما طرحه القاسمي، مؤكداً أن تنظيمات إرهابية متعددة في أفريقيا بايعت «داعش»، لافتاً إلى أنه في أوروبا رغم نجاح «داعش» في تنفيذ بعض العمليات المتفرقة فإنهم على ما يبدو يستعيدون قواهم لعمليات إرهابية أكبر خاصة مع عودة عناصر التنظيم إلى دولهم.
واختلف الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد سلطان مع رؤية أديب والقاسمي، مؤكداً لـ«الاتحاد» أن تنظيم «داعش» بات يعاني أزمة واضحة في نشاطه بالدول الغربية، وأن التنظيم كان يمتلك شبكات تعمل في التنسيق بشأن الدعاية والعمل اللوجستي إلا أنها قد تضررت بسبب ما يعرف بـ«الخلافة المكانية»، حيث فككت الأجهزة الأمنية في الغرب هذه الخلايا.
وأوضح منير أديب أنه منذ سقوط «دولة داعش» المزعومة، فإن خطر التنظيم بات أكبر من ذي قبل، حيث تحول من كونه يسيطر على بقعة جغرافية إلى مجموعة من الخلايا السرية تنطلق في دول أوروبية وداخل الدولة السمراء الأفريقية، وهو ما يمثل خطراً كبيراً.