هدى جاسم (بغداد)
حذّر الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، من أن غياب الاستقرار الدائم يُنهك الشعب العراقي، ويفتَحُ الباب أمام تدخلاتٍ خارجيةٍ جعلت البلد ميداناً ووقوداً لصراعات الآخرين على أرضه بأموال العراقيين وأرواحهم. وقال إنه «لم يَعُد مقبولاً استمرارُ الوضع القائم، فتشكيل الحكومات بات يطولُ أكثر، وبنودٌ دستوريةٌ تُعطَّل أكثر، وسوءٌ في أحوال المعيشة والخدمات أكثر، ولا يمكنُ المراهنةُ على صبر العراقيين أكثر».
وشدد صالح على أنه «يمر عام كامل على إجراء الانتخابات من دون إكمال استحقاقاتها الدستورية، وهو أمر غير مقبول بالمرة».
وأضاف: «أدعو مُخلصاً جميع القوى السياسية إلى حوار جاد يكون أساسه وغايته مصلحة الوطن والمواطن، والانطلاق نحو تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، لإقرار الموازنة المُعطّلة، وإدارة المرحلة المقبلة».
يأتي ذلك فيما خلا جدول أعمال البرلمان العراقي المقرر عقد جلساته، اليوم السبت وبعد غد الاثنين، من أي إشارة إلى التصويت على مرشح رئاسة الجمهورية أو تكليف مرشح لرئاسة حكومة جديدة.
وكشفت مصادر سياسية رفيعة لـ«الاتحاد» عن استمرار الخلافات بين «الإطار التنسيقي» من جهة، وبين الكتل السياسية التي تحالفت مع الإطار تحت مسمى «إدارة الدولة» من جهة أخرى. وقالت المصادر إن «الخلاف يتركز حول ضرورة مشاركة «التيار الصدري».
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، رئيس مركز «التفكير السياسي» إحسان الشمري، ضرورة التوصل إلى توافق بين القوى السياسية قبل تشكيل الحكومة، محذراً في تصريح لـ«الاتحاد»، من أن الحكومة لن تكون مستقرة، وستواجه أزمات ستسقطها سريعاً ما لم يحدث التوافق. واستبعد المحلل السياسي أن يوافق زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، على مرور تشكيل الحكومة، لافتاً إلى وجود محاولات لإقناعه بالمشاركة، لإنهاء الأزمة السياسية.
وأما الأكاديمي والباحث السياسي، مجاشع التميمي، فأكد أن أطرافاً في «الإطار التنسيقي» لا تريد الذهاب نحو تشكيل الحكومة من دون موافقة «التيار الصدري» أو مشاركته.