أحمد عاطف (بيروت، القاهرة)

طلب الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، دعم الاتحاد الأوروبي لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وفق خطة وضعتها بيروت لهذه الغاية. 
وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان: إن عون شدد خلال لقاء مع المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع أوليفيه فارهيلي على أن «استمرار المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي في تجاهل طلب لبنان يزرع الشكوك في مواقف الدول الكبرى حيال هذا الملف، لاسيما وأن ثمة ضغطاً تمارسه بعض الدول لدمج اللاجئين السوريين في المجتمعات التي تستضيفهم وفي مقدمها لبنان». وحذر «من مغبة إهمال المجتمع الدولي للمساعدة في تسهيل عودة النازحين، لاسيما وأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل الأعباء المترتبة عليه في رعاية شؤون اللاجئين الصحية والاجتماعية والتربوية والإنمائية»، لافتاً إلى أن من عناصر تحقيق هذه العودة دفع المساعدات المادية التي تعطى للاجئين بعد عودتهم إلى بلادهم. 
من جانبه، طالب المسؤول الأوروبي لبنان بإنجاز الإصلاحات الاقتصادية الضرورية والمتعلقة بـ«الحوكمة» من خلال برنامج كامل ومتكامل مع صندوق النقد الدولي كي يتمكن من تجاوز الوضع القائم. 
وأكد استعداد الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان ما إن يتم إبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والمساعدة لإعادة بناء قطاعي التعليم والرعاية الصحية والمصارف والكهرباء. 
وأعرب عن امتنان أوروبا للجهد الكبير الذي بذله لبنان عبر استضافته للاجئين بشكل يتخطى قدراته والوسائل المتاحة له، معلناً أن الاتحاد الأوروبي سيخصص هذه السنة 154 مليون يورو لمساعدة لبنان على التكيف مع هذا الواقع، وسيواصل تقديم المساعدة في السنوات المقبلة طالما أن هذه الأزمة قائمة. 
ودفعت الأزمات الاقتصادية والسياسية المتتالية وتردي الأوضاع المعيشية في لبنان، اللاجئين السوريين إلى خوض غمار الخطر ومحاولة الهجرة بطرق غير شرعية عبر البحر باتجاه قبرص ودول الاتحاد الأوروبي بحثاً عن حياة أفضل.
وكشف خبراء لـ«الاتحاد» عن وجود مناطق في شمال لبنان تعتبر معقلاً لعصابات وسماسرة الهجرة غير الشرعية، خصوصاً في منطقة «عكار» التي وصفوها بأنها «الرقعة التي لم تصل إليها سياسات الإنماء والإعمار، إلا في الوعود والخطابات».
وفي سياق متصل، شب حريق، أمس، في مخيم للاجئين السوريين شرقي لبنان وأتى على 93 خيمة وتسبب في تشريد نحو 100 عائلة سورية تقطن فيه.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن «حريقاً شب في مخيم «الوفاق العماني» للاجئين بـ«وادي الحصن» شرق بلدة «عرسال»، أدى لاحتراق 93 خيمة من أصل 200.
وقالت: «لم يصب أي من اللاجئين بأذى، غير أن النيران التهمت محتوياتهم بما فيها أوراقهم الثبوتية»، وأضافت: «تضررت مجاري الصرف الصحي وباتت تشكل خطراً بيئياً على الجميع».
وأوضحت الوكالة أن الحريق شرّد نحو 100 عائلة.