عبدالله أبوضيف (القاهرة) 

تقلق أوروبا مخاوف كبرى قبل فترة قصيرة من بداية فصل الشتاء، سواء على مستوى الحرب الدائرة منذ قرابة الـ6 أشهر بين روسيا وأوكرانيا، أو بسبب التغيرات المناخية التي زاد تأثيرها، وأزمة إمدادات الطاقة، وبحسب خبراء متخصصين فإن الإمكانات التكنولوجية قد تكون منقذاً رئيساً للقارة العجوز في شتائها المقبل.
وفي هذا السياق، يشير الدكتور كمال جعفر أستاذ التنبؤات المناخية والباحث في الهيئة العامة للأرصاد الجوية إلى أن صيف أوروبا كان متغيراً مؤثراً بعيداً عن الأزمة الروسية الأوكرانية، فدرجات الحرارة ارتفعت بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى جفاف بعض الأنهار وزيادة حاجة الشعوب الأوروبية للمياه.
وأضاف الخبير البيئي لـ«الاتحاد»، أن الأزمة الروسية الأوكرانية، ونقص الغاز ليس المؤثر الرئيس أو الوحيد على شتاء أوروبا القادم، فمن المتوقع أن تشهد أمطاراً غزيرة وتساقط ثلج كثيفا ربما لم تشهده من قبل، ومن ثم قد يتم اللجوء لتخزين الطاقة الشمسية لاستهلاكها في الشتاء بشكل أكبر من المتوقع أن تستخدمه خلال الفترة المقبلة.
وأشار جعفر إلى أن أوروبا تتسلح بالعلوم في مواجهة الأزمات، وتعتبر من أوائل القارات التي حذرت من التغيرات المناخية لسنوات طويلة قبل أن يتنبه لها العالم.
وحسب تقرير للمفوضية الأوروبية، فإن المشكلة الرئيسة ليست في قلة الإمدادات البديلة بقدر ما هي ناجمة عن عدم كفاية القدرة على إعادة تحويل المادة المسيّلة إلى غاز جاهز للاستهلاك بعد استيرادها وتخزينها.
ويقدر خبراء المفوضية أنه حتى في حال بلوغ المخزون الأوروبي كامل قدرته الاستيعابية مطلع الشهر المقبل، وهو التاريخ الذي يبدأ فيه موسم التدفئة في شمال ووسط القارة، فإنه لن يكفي لتلبية الاحتياجات المتوقعة حتى نهاية السنة الجارية.
ويفيد تقرير المفوضية بأنه في حال اعتدال فصل الشتاء، يمكن أن يصل المخزون الأوروبي من الغاز إلى الربيع المقبل بما يقارب ربع قدرته الاستيعابية، ومن غير الاضطرار لتقنين الاستهلاك.
ويعزو خبير علوم البيئة وتغير المناخ هشام عيسى، تخوف شعوب القارة الأوروبية من توقف تدفق الغاز إلى الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب متوسط الأعمار في أوروبا يشكل أزمة كبيرة، خاصة أن هناك حالات وفاة حدثت بالفعل بسبب الحرارة الشديدة وهذا مرشح للتكرار مع حالات البرودة الشديدة وعدم وجود موارد للتدفئة.
وأضاف عيسى لـ«الاتحاد» أن هناك تأثيرات طبيعية على القارة الأوروبية لكنها مختلف عليها ما بين تهويل كبير في الحديث عن مدى تأثرها بسبب نقص الغاز أو زيادة برودة الطقس، في الوقت الذي تعيش بشكل طبيعي شتاء قارس البرودة منذ سنوات طويلة، ومع ذلك من المتوقع أن تتأثر بشكل أكبر هذا العام. وأشار خبير علوم البيئة والمناخ إلى أنه ربما يكون هناك تهويل كبير في عدم قدرة أوروبا على مواجهة الشتاء المقبل، ومن المتوقع ترابط دول القارة في هذه الأزمة وفقاً لخريطة التعامل مع التغيرات المناخية منذ سنوات طويلة، وليس فقط اعتباراً لآثار الحرب.