هدى جاسم (بغداد)

دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، القوى الأمنية بمتابعة وإلقاء القبض على منفذي الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء وسط بغداد، والذي تسبب بإصابة عدد من قوات الأمن، مجدداً الدعوة إلى الحوار، بينما جدد البرلمان بأغلبية أعضائه الثقة برئيسه محمد الحلبوسي الذي أكد ضرورة أن يكون هناك حل سياسي شامل يتحمّل الجميع فيه مسؤولياته، تزامنت هذه التطورات مع اندلاع مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن قرب المنطقة الخضراء، ودعت الأمم المتحدة إلى وقف العنف وإقامة حوار بنّاء بين الأطراف السياسية لإنهاء الأزمة التي تعانيها البلاد.
ووجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، القوى الأمنية بمتابعة وإلقاء القبض على منفذي الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وأكد الكاظمي، في بيان، ضرورة التزام القوى الأمنية بواجباتها في حماية مؤسسات الدولة، والأملاك العامة والخاصة، والمتظاهرين، داعياً «المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية، وبتوجيهات القوى الأمنية حول أماكن التظاهر». واعتبر أن الوضع الأمني الحالي يمثّل انعكاساً للوضع السياسي، مجدداً الدعوة للحوار بين كل القوى السياسية للخروج من الأزمة الحالية، ودعم الدولة ومؤسساتها للقيام بمهامها، وتجنيب العراقيين تبعات الصراعات السياسية. جاء ذلك فيما أعلنت خلية الإعلام الأمني، أمس، إصابة 7 عسكريين جراء قصف صاروخي على المنطقة الخضراء. وذكرت الخلية في بيان أن «المنطقة الخضراء ببغداد تعرضت لقصف بثلاث قذائف سقطت الأولى أمام مبنى مجلس النواب العراقي والأخرى قرب دار الضيافة، فيما سقطت القذيفة الثالثة قرب مقر أمني، ما أدى إلى إصابة 7 عسكريين بجروح مختلفة وأضرار بعدد من المركبات وأحد المباني». واندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، قرب المنطقة الخضراء، وسط دوي أصوات عيارات نارية. وأعلنت خلية الإعلام الأمني، إصابة 133 شخصاً، بينهم 11 مدنياً و4 ضباط، في الاحتجاجات.
وجاء في بيان للخلية: «ندعو الجميع إلى الالتزام بالتوجيهات الصادرة عن الأجهزة الأمنية المختصة لكون هذه الإصابات وقعت في أجساد العراقيين وهم أبناء البلد الواحد».ووصلت تعزيزات أمنية جديدة إلى المكان، في حين قام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة.
وأعلن «التيار الصدري»، أمس، عدم المشاركة في الحكومة العراقية المقبلة.
واتهم المقرب من زعيم التيار صالح محمد العراقي، «المحتل وأذنابه» بالمسؤولية عن قصف المنطقة الخضراء. وقال: «قصف المنطقة هدفه إيقاع الفتنة في العراق، نرفض رفضاً قاطعاً استعمال العنف والسلاح الذي قامت به جهات مجهولة، وذلك بقصف المنطقة الخضراء». وتأتي هذه المواجهات بعد أن صوّت مجلس النواب، أمس، على تجديد الثقة برئيس البرلمان، محمد الحلبوسي بأغلبية أعضائه.
وقالت الدائرة الإعلامية للبرلمان في بيان، إن «العدد الكلي للمصوتين بلغ 235 نائباً، ووافق على الاستقالة 13 نائباً فقط ورفض 222 نائباً».
وقال مصدر برلماني، إن المجلس اختار محسن المندلاوي نائباً أول لرئيس مجلس النواب.
بدوره، دعا الحلبوسي إلى ضرورة أن يكون هناك حل سياسي شامل يتحمّل الجميع فيه مسؤولياته وما يلقى على عاتقه أمام الشعب. 
كما دعا في بيان صحفي «المخلصين في كل القوى السياسية إلى إيجاد مخرج سياسي للبلاد، وتحمُّل تحديات هذه المرحلة، وأن نصل إلى مراحل قادمة، عسى أن تعود العلاقة ما بين الجماهير وقواها السياسية».
وقال إن «البلاد تعاني كثيراً، وتتعرض للمشاكل واحدة تلو الأخرى على المستوى السياسي والأمني والعسكري، ويجب أن نتحمَّل مسؤوليتنا جميعاً».
وأضاف: «نأمل أن نصل إلى نتيجة لجمع الفرقاء السياسيين في البرلمان، وفي القاعة الدستورية التي كُتب فيها الدستور العراقي، وأن ندعو إلى تبني وثيقة بغداد التي تقطَّعت صورتها وعانى أهلها اليوم بسبب جلسة البرلمان وبسبب نشاط سياسي كان يجب أن يكون طبيعياً».
ودعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي» إلى وقف العنف والامتناع عن الترهيب والتهديد والعنف. 
ورأت البعثة أن هناك حلولاً ولكي تنجح فلابد من إقامة حوار بناء في أقرب وقت. 
وقال الدكتور غازي فيصل حسين، مدير «المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية»، في تصريحات لـ«الاتحاد»: إن المباحثات بين الأطراف السياسية في العراق لتشكيل «تحالف إدارة الدولة» لم تصل إلى مرحلة الاتفاق، مشيراً إلى أن الصراع بين القيادات السياسية والحزبية مازال مستمراً بسبب افتقاد القوى السياسية إلى سلطة اتخاذ القرار بما ينسجم مع أهداف العملية السياسية.