أحمد عاطف (دمشق، القاهرة)
أثارت تصريحات المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس المخاوف بعدما أشارت إلى تفشي وباء الكوليرا في سوريا وما يشكله من خطر على السكان هناك، إلى جانب تصريحات منظمة الصحة العالمية حول الاستعداد ورفع الجاهزية لمواجهة الكوليرا وتفشيها مع احتمالية انتقالها لدول أخرى في المنطقة.
وقال خبراء سوريون لـ«الاتحاد»، إن عودة وباء «الكوليرا» إلى الظهور، تشكل خطراً حقيقياً على سوريا وعلى دول الجوار، وأشاروا إلى ضغط هائل على النظام الصحي، وخطورة الوضع في ظل أزمة تلوث المياه وصعوبة وصول المياه النظيفة إلى السكان.
وتسجّل سوريا منذ أسابيع إصابات بـ«الكوليرا» في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009، وبعدما أدى النزاع المستمر منذ أكثر من عقد إلى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.
وقال عبد حامد المهباش الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لشمال وشرق سوريا، إن السبب الأول في عودة «الكوليرا» هو الحرب التي دارت في بعض المناطق، وتسببت في دمار هائل بالبنى التحتية للمياه والصرف الصحي، مشيراً إلى أن نسبة توافر المياه الآمنة أقل من 40% مقارنة بـ98% قبل عام 2011.
وأضاف المهباش في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن سكان مدن الحسكة والقامشلي يستخدمون مياهاً غير نظيفة في الشرب والزراعة وهو ما ساهم في اكتمال دورة نقل الوباء وإصابة المقيمين على مجرى نهر الفرات بالإسهال وسوء التغذية والأمراض الجلدية.
بدوره، أشار الدكتور عبد القادر عزوز مستشار الحكومة السورية إلى أن هناك بروتوكولاً صحياً متبعاً للكشف عن مرضى «الكوليرا» عن طريق سحب العينات من الأشخاص المشتبه بهم.
وأشار عزوز في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى رفع حالة طوارئ وجاهزية المراكز الصحية والمستشفيات في المدن السورية المختلفة، ورفع حالة التأهب إلى الدرجة قصوى لإجراء التقصي الطبي والعلاجي المناسب والترصد الوبائي لتطور حالات الإصابة، كما تعمل المراكز الصحية في المحافظات على تحليل عينات متفرقة من مياه الشرب والمزروعات لترصد الإصابة والوصول إلى أسباب تفشي المرض.
من جانبه، حذر بسام الأحمد المدير التنفيذي لمنظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» من احتمالية تفشي الكوليرا في بعض دول الجوار السوري بسبب ضعف أنظمة مراقبة المياه وري المحاصيل، خاصة أن بعض المناطق تعتمد على نهر الفرات في الشرب والزراعة، محذراً من عواقب وخيمة لتفشي «الكوليرا» والتي تنذر بزيادة أعداد الضحايا إلى المئات ثم الآلاف في فترة وجيزة.