شعبان بلال (القاهرة، عدن) 

تواصل ميليشيات «الحوثي» ممارساتها الإرهابية في اليمن، مستغلة ميناء الحديدة في أعمال عسكرية بالمخالفة لاتفاق ستوكهولم، متجاهلة دعوات المجتمع الدولي للتفاوض، في مواصلة لانتهاك الهدنة الأممية. 
وحذر خبراء ومحللون سياسيون من استغلال ميليشيات «الحوثي» للميناء لأغراض عسكرية بتهريب الأسلحة والمواد المتفجرة ونهب المساعدات الإنسانية وغيرها من الأعمال المخالفة للاتفاقيات الدولية، مشددين على ضرورة تدخل دولي لوقف تلك الممارسات التي تهدد الاستقرار في اليمن. 
ويقع ميناء الحديدة في منتصف الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر، وتسيطر عليه ميليشيات «الحوثي»، وتستخدمه في أغراض عسكرية، مخالفة اتفاقية ستوكهولم التي تم التوصل إليها في السويد عام 2018، والتي نصت على وقف إطلاق النار وأي أعمال عسكرية فيه.
وأكد المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أن «الحوثيين» يستغلون الميناء في إدخال عناصر إرهابية أجنبية، ووقود للصواريخ والأسلحة الحديثة، وجعلوا مدينة الحديدة ثكنة عسكرية كبيرة بالمخالفة للاتفاق.
وأشار الطاهر لـ«الاتحاد» إلى عدم وجود أي تدخل دولي أو أممي لإنقاذ الاتفاق، سوى إدانات خجولة، مع إصرار الميليشيات على التصعيد وتنفيذ خططها في المنطقة. 
ومدينة الحديدة الساحلية موطن لحوالي نصف مليون شخص مع المنطقة المحيطة بها، وفيما يستورد اليمن 90 في المئة من احتياجاته الغذائية والدوائية من الخارج، تدخل حوالي 70 في المئة من هذه الواردات عبر ميناء الحديدة وميناء الصليف القريب.
ويرى المحلل السياسي اليمني عبد الكريم الأنسي، أن ميليشيات «الحوثي» لا تستغل فقط ميناء الحديدة لأغراض عسكرية، لكنها تواصل ممارساتها الإرهابية على المستويات كافة، وتسرق المساعدات الإنسانية الواردة عبر ميناء الحديدة، وسط إصرار دولي على دخول المساعدات من خلاله رغم وجود موانئ أخرى مثل عدن وحضرموت. 
وحذر الأنسي في تصريح لـ«الاتحاد» من وجود تواطؤ بعض الجهات الدولية مع ميليشيات «الحوثي»، في ضوء سرقة وبيع المساعدات واستغلال الموانئ. 
ولفت المحلل السياسي اليمني إلى أن ميناء الحديدة هو رئة لميليشيات «الحوثي»، عبر استغلاله في تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة وغيرها من الأنشطة الإرهابية. 
وحسب الخبير اليمني في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية يحيى أبو حاتم، فهناك تقارير ومقاطع فيديو أرسلتها الحكومة الشرعية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، توثق عمليات التهريب المتواصل للأسلحة، عبر موانئ الحديدة وتخزين الأسلحة داخله.
وأكد أبو حاتم لـ«الاتحاد» أن ميناء الحديدة النقطة الأساسية لتهريب الصواريخ والطائرات المسيرة واستخدامها في تنفيذ العمليات الإرهابية في الأراضي اليمنية، مطالباً بضرورة وقف تحويل الموانئ والمطارات والمدارس إلى ثكنات عسكرية وهي جريمة تضاف إلى سجل جرائم الميليشيات.