امتد طابور المعزّين أميالاً في العاصمة البريطانية لندن، اليوم الجمعة، بانتظار إلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة إليزابيث الثانية المسجى في قاعة وستمنستر.
ومع تدفق عشرات الآلاف إلى لندن قبل إقامة جنازة الملكة يوم الاثنين، أوقفت السلطات مؤقتاً دخول المعزين لرؤية النعش وطلبت منهم عدم الانضمام إلى الطابور حتى استئناف الدخول إلى القاعة التي سجي فيها النعش.
وانضم أناس من جميع الأعمار ومختلف الأطياف إلى الطابور الذي يمتد بطول الضفة الجنوبية لنهر "التيمز" ثم يعبر فوق النهر إلى قاعة "وستمنستر" في البرلمان.

  • نعش الملكة إليزابيث مسجى في قاعة وستمنستر

لكن بحلول الظهر، أصبح الطابور طويلاً جداً في مظهر ينمّ عن حب واحترام الشعب للملكة الراحلة التي توفيت في اسكتلندا في الثامن من سبتمبر الجاري عن 96 عاماً وامتد جلوسها على العرش 70 عاماً.
وقالت وزارة الثقافة البريطانية "سيتوقف الدخول لمدة ست ساعات على الأقل... من فضلكم لا تحاولوا الانضمام إلى الطابور إلى أن يُعاد فتحه".

ونبّهت الوزارة إلى أن فترة الانتظار في الطابور قد تصل إلى 12 ساعة. ومن المتوقع أن يمر نحو 750 ألف شخص إجمالاً لرؤية نعش الملكة.
وانضم الملك تشارلز الثالث، الذي زار ويلز اليوم الجمعة، وشقيقته الأميرة آن وشقيقاه الأميران آندرو وإدوارد إلى حرس الشرف في وقفة صامتة حول النعش لمدة 15 دقيقة.

وقالت هياسينث أباه، التي كانت تقف في الطابور وهي من سكان لندن "لا أشعر بركبتيّ إطلاقاً ولا بساقيّ... لكن لا بأس. معظم الناس كانوا ودودين وقضينا وقتا ممتعا".
وذكرت نعومي براون (29 عاما)، وهي أيضا من سكان لندن، أنها انتظرت قرابة 11 ساعة بعد انضمامها إلى الطابور مساء أمس الخميس بعد العمل.

وقالت وهي تقترب من مقدمة الطابور "أحسست فقط أن هذا حدث لن أشارك فيه مرة أخرى. أكنّ احتراماً كبيراً للملكة، احترام لم يهتز ولو مرة. كانت رمزا رائعا لبلادنا. نشعر وكأننا فقدنا فردا من الأسرة".
والنعش مسجى في قاعة "وستمنستر" القديمة حيث يقف جنود ومسؤولون آخرون في صمت حوله بينما يمر عليه الناس الذين انتظروا طويلا في الطابور لتوديع الملكة. واغرورقت كثير من الأعين بالدموع وقدم البعض التحية أو أحنى رأسه.