نور سلطان (الاتحاد)

انطلقت أمس، في العاصمة الكازاخية، نور سلطان، أعمال المؤتمر السابع لزعماء الأديان، والذي يستمر يومين تحت عنوان «دور قادة الأديان العالمية والتقليديَّة في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد- 19».
حضر افتتاح المؤتمر، قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان، وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وقادة وزعماء الأديان حول العالم، ووفود من 60 دولة.
وبدأ المؤتمر بدعوة موحدة من قادة وزعماء الأديان: «بأن يوحد الله الشعوب وينهي الحروب والصراعات، وأن يعم الأمن والأمان، وأن تحل المحبة محل الكراهية، والتعارف محل التعصب، وأن يقدرنا الله للقضاء على كل الكوارث البيئية».
ويشكل مؤتمر «قادة الأديان» حدثاً فريداً من نوعه، تحتضنه كازاخستان، مرة كل ثلاث سنوات، وهو ما يؤكد دورها البارز في دعم مبادرات السلام والتسامح والحوار بين قادة وأتباع الأديان، انطلاقاً من الإيمان بالدور الكبير للقادة الدينيين في نشر صوت الوسطية لتعزيز الحوار، ومكافحة التعصب الديني الذي تسعى إليه بعض التنظيمات المتشددة داخل المجتمعات. 
وأكد المستشار محمد عبدالسلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن وثيقة الأخوة الإنسانية، شكلت نداء الأمل الذي حمل شعار السلام العالمي والعيش المشترك منذ أن أطلقها أهم مرجعيتين للمسلمين والمسيحيين في العالم، لتكون خطوة نوعية وبناءة في طريق مد الجسور بين أبناء الديانات كلها عبر العالم. 
ومنح قاسم جومارت توقايف، رئيس جمهورية كازاخستان، فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، ومحمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، «وسام أستانا»، تقديراً لجهودهما في تعزيز الأخوة الإنسانية ودعم الحوار بين الأديان.
كما منح قاسم رئيس كازاخستان، الدكتور محمد مطر سالم الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات «جائزة أستانا الدولية» التي تعد إحدى أرفع الجوائز في منطقة آسيا الوسطي لمساهمته في مجال الحوار بين أتباع الأديان ونشر ثقافة الأخوة والسلام العالمي. 
وقال الرئيس الكازاخي: «يسعدني منح فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، جائزة أستانا الدولية، لجهوده في الحوار بين الأديان، وتعزيز ثقافة الأخوة والتسامح بين مختلف الثقافات والعرقيات»، لافتاً إلى أن «فضيلته هو الشخصية الإسلامية الأكبر والأكثر إلهاماً في القضايا الإنسانية، وأن حضور فضيلته لكازاخستان هو أمر مهم ومقدر بالنسبة للجميع». وفي السياق، أعرب الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، عن تقديره للرئيس الكازاخي، وجهوده في دعم الحوار بين الأديان، وتعزيز التعايش في كازاخستان، مثمناً استضافة كازاخستان لمؤتمر زعماء الأديان، الأمر الذي يؤكِّد دورها البارز في دعم السلام العالمي، وتعزيز قيم الأخوة الإنسانية، فضلاً عن اهتمامها بدعم وتأييد وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية خلال مؤتمر زعماء الأديان.
وعلى هامش المؤتمر، استقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل الشيخ.
وأشاد الطيب بالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في خدمة ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية من جهود لنشر قيم التسامح والتعايش وتعزيز ثقافة الحوار في المجتمعات.
كما التقى الدكتور أحمد الطيب، ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، بحضور المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.
وقال فضيلة الإمام الأكبر: إن «فلسفة الإسلام هي التعارف بين الأمم والشعوب، والدعوة إلى التسامح والتعايش، ورفض التعصب والكراهية، وكان هذا هو الدافع لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والتي أصبحت الآن دستوراً إنسانياً عالمياً، مقدراً دعم الأمم المتحدة لنشر وترويج الوثيقة عالمياً، واعتماد ذكرى توثيقها في الرابع من فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية». 
من جانبه، أعرب الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، عن سعادته بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وتقديره للجهود التي يبذلها الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في مجال الحوار بين الأديان، مشيداً بوثيقة الأخوة الإنسانية، لتكون إعلاناً عالمياً مشتركاً يعزز ثقافة الحوار والتعايش.

سفير الدولة لدى كازاخستان يلتقي أمين عام «حكماء المسلمين»
التقى الدكتور محمد سعيد العريقي، سفير الدولة لدى جمهورية كازاخستان، في مقر السفارة بالعاصمة نور سلطان، المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وذلك على هامش مشاركته في المؤتمر السابع لزعماء الأديان الذي يعقد في الفترة من 13 إلى 14 سبتمبر الجاري. 
ورحب سفير الدولة بالأمين العام لمجلس حكماء المسلمين والوفد المرافق له، وبحث الجانبان عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. 
وفي نهاية اللقاء، أهدى المستشار محمد عبدالسلام، العريقي نسخة من وثيقة الأخوة الإنسانية والتي وقعت من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في العاصمة أبوظبي عام 2019.