دينا محمود (لندن)
وصل الملك الجديد تشارلز الثالث إلى إقليم أيرلندا الشمالية، حيث تعهد بالعمل من أجل السلام في هذه المنطقة، التي طالما شهدت مواجهات دموية، بين مؤيدي البقاء تحت حكم التاج البريطاني، والراغبين في الانفصال عنه.
جاء ذلك، فيما عاد فيه جثمان ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية جواً، مساء أمس، إلى العاصمة لندن، وذلك للمرة الأولى منذ أن وافتها المنية في قصر بالمورال باسكتلندا يوم الخميس الماضي.
وفي كلمة ألقاها في قلعة هيلزبورو الواقعة بجنوب بلفاست عاصمة الإقليم، أكد تشارلز أنه سيمضي على درب والدته الراحلة، وذلك بحضور كبار الساسة المحليين، ومن بينهم ممثلو القوى السياسية ذات التوجهات القومية، التي تطالب بالاستقلال عن المملكة المتحدة.
وعقب استقبال شعبي حاشد، قوبل به لدى وصوله إلى المدينة، تلقى ملك بريطانيا الجديد التعازي من كبار الشخصيات في أيرلندا الشمالية، التي تشكل المحطة الثانية، في أولى جولاته، على الأقاليم الأربعة المؤلِفة للمملكة المتحدة، وذلك منذ إعلانه عاهلاً لها يوم السبت الماضي.
كما شارك تشارلز الثالث في وقت لاحق، في قداس أُقيم على روح الملكة الراحلة، بحضور الشخصيات السياسية والدينية البارزة في الإقليم.
وانضمت رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس إلى الملك تشارلز في أيرلندا الشمالية. وأصبح تشارلز ملكاً، بشكل تلقائي، لبريطانيا و14 دولة أخرى تشمل أستراليا وكندا وجامايكا ونيوزيلندا.
والتقى الملك بكبار السياسيين والزعماء الدينيين في بلفاست، وحضر قداساً في كاتدرائية سانت آن بالمدينة قبل أن يعود إلى لندن.
وفي هذه الأثناء، وُضِعَ نعش الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنجهام في وسط لندن، بعدما نُقِل إليه من اسكتلندا بإحدى طائرات سلاح الجو البريطاني، حيث ستُتاح الفرصة للعامة لإلقاء نظرة الوداع عليه، قبل نقله مرة أخرى إلى قاعة وستمنستر، لتشييع الجنازة المقرر يوم الاثنين المقبل.
وأصبحت الملكة في سنواتها الأخيرة رمزاً قوياً على الاتحاد وقوة رئيسة للمصالحة مع القوميين الأيرلنديين، حين قامت بزيارة رسمية إلى أيرلندا عام 2011 وهي الأولى التي يقوم بها ملك خلال قرن تقريباً من الاستقلال.
وتتواصل تحضيرات الأجهزة الأمنية في بريطانيا لتأمين الموكب الجنائزي، الذي يُتوقع أن يكون الأكبر من نوعه في البلاد، منذ عقود طويلة، الذي ستحضره شخصيات دولية رفيعة المستوى.