هدى جاسم (بغداد)

انتهت ثانية جلسات الحوار الوطني في العراق إلى 6 توصيات من أجل إنهاء الأزمة السياسية، كان أبرزها تشكيل فريق من مختلف القوى السياسية لبحث خريطة طريق بهدف الوصول إلى انتخابات مبكرة، فيما دعا زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر الذي قاطع جلسة الحوار الوطني، أنصاره إلى «الاستمرار على الإصلاح مهما حدث».
واتفقت القوى السياسية العراقية المشاركة في جلسة حوار وطني جمعت القوى السياسية باستثناء «التيار الصدري» على وضع خريطة طريق لانتخابات مبكرة.
وشارك في جلسة الحوار التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي وقادة عدد من الكتل السياسية إضافة إلى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت.
وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء في بيان أن المجتمعين اتفقوا على 6 بنود بينها تشكيل فريق فني من مختلف القوى السياسية لوضع خريطة طريق للحل الوطني وتقريب وجهات النظر بغية الوصول إلى انتخابات مبكرة وتحقيق متطلباتها بمراجعة قانون الانتخابات وإعادة النظر في مفوضية الانتخابات.
وأكد المجتمعون ضرورة تفعيل المؤسسات والاستحقاقات الدستورية في إشارة إلى مطالب بعض القوى باستئناف اجتماعات مجلس النواب وانتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة الجديدين.
ودعا المجتمعون «التيار الصدري» إلى المشاركة في الاجتماعات الفنية والسياسية ومناقشة كل القضايا الخلافية للتوصل إلى حلول لها.
 وقاطع «التيار الصدري» جلسة الأمس، في إصرار منه على رفض التفاوض مع غرمائه في «الإطار التنسيقي» والذين يسعون إلى تشكيل حكومة جديدة بقيادتهم تتولى هي النظر في حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة.
ووفقاً لوكالة الأنباء العراقية «واع»، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر في تغريدة على «تويتر»، أنصاره إلى «الاستمرار على الإصلاح مهما حدث».  وأضاف: «أنا وأصحابي لاشرقيون ولاغربيون».
وفي 17 أغسطس الماضي، عقد أول اجتماع وطني في قصر الحكومة ببغداد، بحضور الرئاسات الثلاث وقادة القوى السياسية باستثناء «التيار الصدري».
وبشأن قرار المحكمة الاتحادية العليا حول قضية حل البرلمان، والتي أكدت المحكمة أنها ستعلنها غداً الأربعاء، قال الدكتور غازي فيصل حسين، مدير «المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية»، إن المحكمة الاتحادية سترد الدعوى وفق اعتبار أو تقدير أن حل البرلمان ليس من اختصاصها من الناحية الدستورية، مشيراً إلى وجود تعقيدات جديدة بالنسبة لـ«التيار الصدري» الذي يتخذ موقفاً جماهيرياً وشعبياً معارضاً ويضع نفسه جانب الجماهير برفضه الحوار مع قوى «الإطار التنسيقي».
واعتبر حسين في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مبادرة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي المكونة من 10 نقاط تعكس وجهة نظر «التيار الصدري مع تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني» ضمن التحالف الثلاثي الذي شُكل سابقاً قبيل انسحاب نواب «التيار» من البرلمان.
وقال: «هذه المبادرة تذهب نحو انتخاب المجالس البلدية في المحافظات ومجلس النواب في النهاية، وخلال هذه الفترة يتم انتخاب رئيس للجمهورية والذهاب إلى تكليف رئيس للحكومة، وهذا يعني نحن باتجاه انفراجة، وتبقى هناك فقط مشكلة ترشيح رئيس الحكومة، إذ يصر الإطار التنسيقي على ترشيح محمد شياع السوداني الذي يلقى معارضة شديدة من التيار الصدري».

واشنطن: ندعم إجراء انتخابات مبكرة
أكدت الولايات المتحدة الأميركية دعم إجراء انتخابات سياسية مبكرة في العراق إذا توافقت عليها القوى السياسية المختلفة في البلاد.
وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، أمس، أن الإدارة الأميركية تتابع المشهد السياسي العراقي بدقة، وواشنطن تدعو للحوار بين الفرقاء في العراق، وفقاً لمقابلة مع وكالة الأنباء العراقية «واع». وأشارت ليف وفق الوكالة إلى أن «صوت زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، والقيادات الأخرى يجب أن تسمع».
وقالت ليف، خلال لقاء مع عدة وسائل إعلام في بغداد: إن «وجودي في العراق بالوقت الحالي جاء لنقل رسالة من القيادة الأميركية»، مبينة أن «القيادة على تواصل مع جميع الأطياف، ويتم إجراء الحوارات الخاصة وتقديم النصح».
وأوضحت أن «الجوهر الأساسي في الديمقراطية هي الشمولية التي تستوعب الأصوات المتضادة ولا تتحمل الإقصاء، وإن لم تكن الشمولية سيكون هناك فشل في النهاية». ودعت ليف «القادة العراقيين إلى استثمار الحوار، كونه الطريق والمسار الصحيح، خاصة وأن حل الأمور يتم في جلسة واحدة والمضي بالحوار الجيد».