عبد الله أبو ضيف (الجزائر، القاهرة)

أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أمس، أن بلاده جاهزة لاحتضان قمة الجامعة العربية المقبلة المقررة في شهر نوفمبر القادم بالجزائر.
وقال لمعامرة، في تصريح عقب انتهاء جلسة افتتاح الدورة العادية للبرلمان بغرفتيه، إن «الجزائر أنهت كل الترتيبات الخاصة بالقمة العربية المقبلة».
وجدد لعمامرة رغبة بلاده في أن تكون القمة المقبلة فرصة للم شمل الأمة العربية»، مضيفاً أن «هذا ما تصبو من خلاله الجزائر لإسقاط كل المزاعم التي تثار من مختلف الأطراف والتي لن تثني الدول العربية الشقيقة من أجل رفع التحدي».
يذكر أن الجزائر قررت تحديد الأول والثاني من نوفمبر موعداً لانعقاد القمة العربية، حيث تنوي التركيز على السعي من أجل لم شمل الأمة العربية. 
ومن أبرز الملفات في القمة العربية القادمة، موضوع عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، وذلك بعد مرور أكثر من 11عاماً على بدء الأزمة وعودة الهدوء إلى أجزاء كبيرة من البلاد.
وبحسب خبراء وسياسيون سوريون، فإن هناك أموراً عدة يمكن على أساسها تأكيد انتهاء الحرب التي استهلكت مقدرات الشعب، في ظل بوادر بعودة العلاقات بين دمشق والكثير من الدول.
واعتبر ناجي صباح عبيد مدير المكتب الصحفي بمجلس الشعب السوري أن سوريا تعاني حرباً جديدة، وهي حرب الإجراءات الاقتصادية الجائرة التي تمنع توريد الغذاء والوقود والأدوية والأجهزة الطبية، مشيراً إلى أن الحكومة السورية صامدة، وتستطيع تأمين الرواتب لجميع موظفيها، وبدأت بشائر التحسن الاقتصادي بعودة آلاف المعامل للعمل من جديد. وفي وقت سابق، شدد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة على أنه الأوان قد آن لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وصرح لعمامرة بأن كرسي سوريا يجب أن يعود إليها دون التدخل في سياساتها وفي من يحكمها. وأكد الدبلوماسي الجزائري أن بلاده لم توافق أصلاً في تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، مشيراً إلى أن ذلك لم يسهم ذلك في الحلول. وأوضح الوزير الجزائري أنهم «سيعملون على تقريب وجهات النظر بين الإخوة العرب في القمة العربية والتحلي بقسط من الواقعية». بدوره، اعتبر إبراهيم شيخو الناشط الحقوقي السوري أن التوافق السياسي شرط رئيسي لإنهاء كافة أسباب الصراع في الداخل، خاصة أن زيادة التكتلات العسكرية تهدد أي استقرار حقيقي يؤدي مع الوقت للبدء في إعمار البلاد والسماح بعودة النازحين بشكل كامل للداخل. وأضاف شيخو في تصريحات لـ«الاتحاد» أن سوريا بحاجة كبيرة إلى وقف التدخلات من كافة الأطراف والاعتماد على سياسة توحيد الرؤى والعودة إلى توافق سوري - سوري يسمح بتكاتف الأيدي من جديد والإعمار الكامل وعودة النازحين وتوقف اللجوء للخارج.
وأشار شيخو إلى أن هناك مشكلة حقيقية في إعادة الإعمار بسبب استمرار التكتلات العسكرية واستمرار الاقتتال في بعض المناطق، الأمر الذي يجب التوافق عليه لوقفه بشكل كامل، مشيراً إلى أن البلاد في حاجة إلى حوار وطني جامع حول إعادة الإعمار وإعادة اللاجئين، وغير ذلك يبقى الصراع مستمراً ومتزايداً في ظل غياب الفرص.