شعبان بلال، أحمد عاطف (القاهرة)

تعتبر المساعدات الإغاثية التي قدمتها الإمارات للأسر المتضررة من الشعب السوداني تجسيداً لعمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، انطلاقاً من قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في تعزيز الاستجابة الإنسانية الطارئة والتضامن الإنساني مع الأشقاء في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، وذلك بهدف تخفيف وطأة المعاناة عن كاهل الأسر السودانية، وتحسين حياتهم المعيشية. ويواصل الجسر الجوي الإماراتي نقل المساعدات الإنسانية لإغاثة المتضررين من السيول في مختلف ولايات السودان. وتشرف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان  للأعمال الإنسانية على نقل المساعدات التي يستفيد منها عشرات آلاف المتضررين والنازحين في عدد من الولايات الأشد تأثراً من تداعيات الفيضانات والسيول والأمطار الغزيرة، مثل ولاية نهر النيل وولاية الخرطوم وولاية الجزيرة.
وأشاد خبراء سياسيون بدعم الإمارات المتواصل للمتضررين من السيول والفيضانات في السودان عبر الجسر الجوي المحمل بالمساعدات الإنسانية، مؤكدين أن الإمارات سباقة في الدعم المستمر لاستقرار ودعم شعب السودان.
وقال عثمان عبد الحليم  الباحث السوداني في قضايا المناخ والبيئة،  إن الإمارات على رأس الدول العربية الداعمة لشعب السودان في هذه الأزمات عبر توفير الدعم المادي واللوجستي من مواد إغاثة وخيام وطعام، مشيراً إلى أن مساعدات الإمارات تسهم بشكل كبير في تجاوز آثار الكارثة.
وأضاف عبد الحليم في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن دعم الإمارات المتواصل يساعد السودان في مواجهة تأثيرات الكارثة التي أثرت على حياة آلاف السودانيين في مختلف الولايات.
وزار وفد «الهلال الأحمر» الإماراتي الولايات المتضررة للوقوف على حجم الأضرار سواء في الأرواح أو الممتلكات أو المحاصيل الزراعية، حيث تم تقديم الدعم الأولي من السوق المحلي السوداني لسرعة الاستجابة الإنسانية وتوزيعها على المستحقين من خلال فرق العمل الميداني والمتطوعين المتمرسين في تقديم المساعدات الإغاثية في مثل هذه الظروف الصعبة. 
ووصلت قبل يومين إلى مطار الخرطوم ثاني طائرات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي حاملة 30 طنا من مواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية للمتضررين من السيول والفيضانات.
وتأتي المساعدات الإغاثية الإماراتية للأشقاء في السودان تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بهدف المساهمة في دعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا وتحسين ظروفهم المعيشية ومساندة الجهود السودانية والمؤسسات المعنية في احتواء الأزمة والتخفيف منها. كما سيرت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية طائرة تحمل 30 طنا من المساعدات الإغاثية تشمل 15 طنا من المواد الغذائية الأساسية و15 طنا من المواد والمستلزمات الطبية للسودان لإغاثة المنكوبين. وارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات التي ضربت مناطق واسعة في السودان إلى نحو 100 قتيل، وتضرر 53 ألف منزل وعشرات المرافق الخدمية، حسب الدفاع المدني السوداني. وبدأت الفرق الميدانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي إنشاء معسكرات لإيواء المتضررين من أبناء الشعب السوداني الشقيق.
وتم إنشاء معسكرات الإيواء في عدد من القرى المتضررة التابعة لمحلية المناقل بولاية الجزيرة السودانية إضافة إلى الوقوف على عملية الإجلاء والتسكين وفق أعلى معايير الأمن والسلامة وتقديم الدعم النفسي للمتضررين والمواد الإغاثية المختلفة. وجرى إنشاء أكثر من 120 خيمة في موقع واحد وتوزيع أكثر من 450 خيمة علي بقية قري محلية المناقل والتي استقبلها الأهالي بفرحة كبيرة أدخلت الطمأنينة على قلوب الأسر المنكوبة والأطفال.

ترابط وتعاون
ذكرت أسمهان إسماعيل، الباحثة السياسية بجامعة الخرطوم، أن العلاقات السودانية الإماراتية تتميز بالترابط والتعاون، مؤكدةً أن الإمارات حاضرةٌ دوماً في قضايا وهموم الشعب السوداني ولها إسهامات مقدرة في دعم الاقتصاد التنموي، ذلك بالاستثمار في المشاريع التنموية في البلاد كالزراعة، وتنفيذ الطرق لدعم الإنتاج. وأضافت إسماعيل، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن «الإمارات كانت الداعم الأبرز للسودان، خلال الفترات السابقة بسبب الضغوط الاقتصادية على السودان»، مشيرةً إلى أن أيادي الإمارات البيضاء ساهمت بدعم كل ما من شأنه تحقيق استقرار السودان وتحقيق التوافق بين أبنائه. وأشارت الباحثة السودانية إلى أن دعم الإمارات للسودان ليس جديداً، مؤكدةً أن الدعم مستمر في فترات الكوارث الطبيعية كالسيول والفيضانات ودعم الفئات المتضررة عبر توفير سبل الإعاشة والأدوية لدرء الكوارث الصحية. ولفتت أسمهان إسماعيل إلى أن الإمارات تُعد من أكثر الدول مساعدة في المجالات الإنسانية، مؤكدةً أن منظمة الصحة العالمية أشادت بدور الإمارات الإنساني حول العالم.