أبوظبي، القاهرة (الاتحاد)

عبّرت دولة الإمارات عن تضامنها مع جمهورية مصر العربية الشقيقة وتعازيها الصادقة في ضحايا احتراق كنيسة في محافظة الجيزة، ما أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات.
وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن خالص تعازيها ومواساتها إلى حكومة جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق وإلى أهالي وذوي الضحايا في هذا الحادث الأليم، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية أمس، الأحد وفاة 41 شخصاً وإصابة 14 آخرين في حادث الحريق الذي وقع في كنيسة «أبو سيفين» بحي إمبابة في محافظة الجيزة. وقالت وزارة الصحة في بيان إن الوفيات جاءت بسبب الدخان الكثيف الناتج عن الحريق والتدافع بسبب محاولات هروب الضحايا.
وأوضح البيان أن سيارات الإسعاف التي تم الدفع بها إلى موقع الحادث بلغت 37 سيارة وتم نقل 55 حالة إلى المستشفيات، لافتاً إلى مغادرة اثنين من المصابين للمستشفيات بعد تلقي الرعاية الطبية اللازمة فيما يتلقى الرعاية الطبية حالياً 12 مصاباً بينهم 4 حالتهم غير مستقرة.
وأشار إلى رفع حالة الاستعداد بمستشفيات محافظتي الجيزة والقاهرة، مؤكداً توافر جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين. 
وفي ذات السياق، أوضحت وزارة الداخلية المصرية في بيان أن فحص أجهزة الأدلة الجنائية كشف عن أن الحريق نشب بتكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة والذي يضم عدداً من قاعات الدروس نتيجة خلل كهربائي ما أدى ذلك لانبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيس في حالات الإصابات والوفيات.
وأشارت إلى أن قوات الحماية المدنية انتقلت على الفور إلى موقع الحادث والسيطرة على الحريق وإجلاء المصابين والمتوفين، مؤكدةً إصابة ضابطين وثلاثة أفراد من قوات الحماية المدنية خلال الحادث.
من جهته، أمر النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي بتشكيل فريق تحقيق كبير للتحقيق في واقعة حريق الكنيسة. وأكدت النيابة العامة في بيان أن فريق التحقيق انتقل على الفور لمعاينة موقع الحادث وبدء إجراءات التحقيق وستعلن النتائج في وقت لاحق. 
وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه يتابع عن كثب تطورات الحادث.
وقال عبر صفحته على مواقع التواصل إنه «وجه كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة وبشكل فوري للتعامل مع هذا الحادث وآثاره، وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للمصابين».
واتصل السيسي هاتفياً ببابا الأقباط تواضروس الثاني، بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، وأكد له قيام كافة مؤسسات الدولة بتقديم الدعم اللازم لاحتواء آثار هذا الحادث.
وأعرب شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، عن خالص التعازي والمواساة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وجميع المسيحيين والمصريين كافة في ضحايا حريق كنيسة.
وأكد الطيب أن «الأزهر وعلماءه يقفون جميعًا إلى جانب إخوتهم في هذا الحادث الأليم»، معرباً عن استعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم إلى جانب مؤسسات الدولة للمصابين وجاهزية مستشفيات الأزهر لاستقبال المصابين مع تقديم الدعم النفسي لهم.
وفي السياق، أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، حجم التعويضات التي سيتلقاها أسر ضحايا الحريق.
وقال مدبولي للصحفيين عقب زيارة موقع الحادث: «كل الجهات المعنية تحركت لنقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات، ومن أول لحظة وجه الرئيس باتخاذ الإجراءات الفورية لدعم أسر الضحايا والاعتناء وتقديم أقصى رعاية طبية للمصابين».
وأضاف: «تحركنا فوراً أنا ووزير الصحة ووزير التنمية المحلية ووزيرة التضامن ومحافظ الجيزة وتفقدنا أسباب الحادث في مكان الحريق وقمنا بمعاينة طبيعية المبنى».
وأشار مدبولي إلى أنه قرر مع وزيرة التضامن صرف 100 ألف جنيه لكل ضحية، ستصرف بصورة فورية لأسر الضحايا، إضافة لمبلغ يصل إلى 20 ألف جنيه للمصابين، حسب درجة إصابتهم. وقدمت دول عربية ودولية أمس، العزاء إلى مصر في ضحايا الحريق، مؤكدين تعاطفهم وتضامنهم  مع حكومة وشعب مصر، ومعربين عن خالص التعازي لذوي الضحايا والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.