أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن تمويل أعمال مهماتها الإنسانية يواجه عجزًا قياسيًا، محذرة من المخاطر المتزايدة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) إن الدعوات الأممية لجمع أموال لبرامجها الإنسانية في العالم أجمع وصلت إلى 48,7 مليار دولار أميركي، لكن لم يجمع منها إلّا 15 مليار دولار حتى اليوم. وقال ينس لاركي المتحدث باسم أوتشا للصحفيين في جنيف "لم تكن الاحتياجات العالمية بهذا المستوى المرتفع من قبل، مع عدد قياسي من الأشخاص الذين يعانون من أزمات في العالم يصل إلى 303 ملايين شخص". وشدّد على أن العجز الذي يفوق 33 مليار دولار هو "أكبر عجز نسجّله على الإطلاق (...) لكن مبلغ (15 مليار دولار) هو أيضًا أكبر مبلغ تدفعه الجهات المانحة على الإطلاق". وأوضح "المشكلة إذًا هي التالية: الحاجات في العالم تزداد بوتيرة أسرع بكثير من تمويل الجهات المانحة". وتشمل نداءات الأمم المتحدة معالجة قضايا مثل الجفاف في القرن الأفريقي وتداعيات الأزمات في أوكرانيا وأفغانستان وسوريا. وأضاف لاركي "هناك منفعة للعالم بأسره في معالجة هذه المشاكل، لأن الكثير منها سيتفاقم في المستقبل إذا لم يعالَج الآن". وتُنظّم الأمم المتحدة في مقرها في جنيف حفلًا في 19 أغسطس الجاري بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني. وتابع لاركي "لم يسبق أن طلب من العاملين في المجال الإنساني الاستجابة لمثل هذا المستوى من الحاجات، وهم يفعلون ذلك في أوضاع تزداد خطورة يوما بعد يوم". وبحسب بيانات منظمة "هيومانيتيريان آوتكومز" Humanitarian Outcomes، قُتل أكثر من 148 عاملًا في المجال الإنساني خلال ممارسة عملهم العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ العام 2013. ومنذ مطلع العام الحالي، تعرّض 168 عاملًا إنسانيًا لهجمات، ما تسبب بمقتل 44 منهم، بحسب المنظمة البريطانية.