أظهرت أحدث بيانات بيئية في النمسا، تفاقم مشكلة جفاف مصادر المياه بسبب تأثيرات تغير المناخ، التي ظهرت مؤخراً في حدوث انخفاض كبير بمستويات المياه في نهر الدانوب والبحيرات والمياه الجوفية، وجفاف الينابيع المائية، وتوقف ري بعض المحاصيل، ما يشكل تحدياً كبيراً لقطاعات حيوية هامة تشمل الزراعة والسياحة والحياة البيئية. وكشفت أحدث دراسات بيئية حدوث تراجع واضح في كمية المياه المتدفقة بنهر الدانوب إلى أقل من نصف الكمية المعتادة المسجلة في النمسا، ورصدت حدوث انخفاض في مستوى مياه النهر بعدة مدن نمساوية، شملت "كيتسندورف"، "کرمز" و "کورنيبروج" بالقرب من العاصمة فيينا.
وأظهرت الأرقام انخفاض مستوى المياه في عدد كبير من بحيرات النمسا، لاسيما في شرق البلاد، مثل البحيرات الثلاث الواقعة بولاية النمسا السفلى، "اختر سي"، "قورن سي"، "انومونن سي"، التي انخفض فيها مستوى سطح المياه بنحو 7 أمتار، مقارنة بعام 2009، وبمقدار مترين منذ العام السابق.
وأعلنت هيئة الخدمات الهيدروغرافية، تراجع مستوى المياه بأكبر بحيرة في أوروبا "نيوسيدلر سي"، الواقعة على الحدود النمساوية المجرية، إلى أدنى مستوى منذ عام 1965، وأكدت تراجع مستوى المياه بواقع 20 سم، مقارنة بالعام السابق، وتسجيل مستوى يقل بأكثر من 40 سم، عن المستوى المتوسط، في ظل توقعات باستمرار موجة الجفاف الحالية في أغسطس الجاري بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى نحو 37 درجة في النمسا.
وتدرس النمسا حالياً تنفيذ مشروع مشترك مع المجر، لضخ مليون متر مكعب من مياه نهر الدانوب إلى بحيرة "نيوسيدلر سي"، لإنقاذها من الجفاف، ورفع منسوب المياه في البحيرة بمقدار 10 سم، عن طريق إنشاء قناة تنقل مياه نهر الدانوب من المجر لمسافة كيلومتر واحد، بهدف تعويض تراجع هطول الأمطار وزيادة معدل التبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة.