أحمد عاطف (بيروت، القاهرة)
يحتفل الجيش اللبناني اليوم بعيده السنوي الـ 77 وسط ظروف اقتصادية وسياسية صعبة يمر بها لبنان، بينما تهدده الكثير من مخاطر في ظل مخاوف من انزلاق الجيش إلى آتون الاستقطاب السياسي والفوضى وهو من شأنه أن يؤدي لكوارث كبيرة.
ويأتي عيد الجيش هذه العام مع محاولات المجتمع الدولي لتقديم الدعم للقوات المسلحة، في ظل شبه انهيار للدولة وانخفاض الميزانية العسكرية التي يعتبرها البعض الأمل الأخير المنقذ للبلاد في حال ساءت الأوضاع الداخلية، فيما ارتفعت أصوات داخل الجيش تؤكد أنهم لن يسمحوا بالمساس بالاستقرار والسلم الأهلي، ولن يسمحوا بتكرار الحرب الأهلية التي اندلعت شرارتها عام 1975، مشيرين إلى سياسة التقشف التي يعتمدها الجيش منذ نحو 4 سنوات وإلغاء الكثير من الأمور اللوجستية التي وصلت لإلغاء اللحوم من وجبات العسكريين، وتخفيض كميات الوقود، وإلغاء التدريبات والدورات في الخارج بشكل كبير.
وقال المحلل السياسي المقيم في باريس مصطفى الطوسة، إن الجيش اللبناني يعيش منذ سنوات وضعية استثنائية لا تساعده على القيام بمهامه بشكل طبيعي، لافتاً إلى أنه يعاني من تردي الوضع الاقتصادي، موضحاً أن الجندي اللبناني على غرار المدني اللبناني يئن تحت وطأة الحرمان والتضخم.
وأضاف الطوسة لـ«الاتحاد» أنه لمساعدة الجيش اللبناني للقيام بدوره تحاول بعض الدول تقديم المساعدة الاقتصادية والعسكرية مباشرةً له.
بدوره، أشار مسؤول الإعلام والتواصل في «حزب القوات اللبنانية» شارل جبور إلى أن لبنان يشهد انهياراً مالياً غير مسبوق ويعيش في مرحلة غياب الاستقرار السياسي في ظل الخلاف المُستحكم بين مشروعي «حزب الله» الذي يقاتل للاحتفاظ بسلاحه على حساب لبنان وينتهك الدستور، مقابل المشروع الآخر الخاص بصيغة دولة مستقلة تطبق الدستور والقانون.
وأضاف جبور في تصريحات لـ«الاتحاد» أنه في غياب الاستقرار المالي والسياسي يزداد الضغط على المؤسسة العسكرية، موضحاً أنه رغم ذلك حافظ الجيش على الأمن بالقدر الكبير وحرص على عدم الانزلاق في براثن الانفلات الأمني أو الحرب الأهلية.
وأكد مسؤول الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» أن الجيش اللبناني تديره قيادة قوية وعاقلة ودونها ربما تدخل الدولة «آتون لا يحمد عقباه».
ويأتي حديث مسؤول الإعلام بـ«القوات اللبنانية» تماشياً مع ما أعلنه أعلن رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، بدعمه لقائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.
وفي السياق، اعتبر المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز أن الجيش اللبناني هو المؤسسة الوحيدة التي لم تتلوث بـ«جائحة الفساد» التي اجتاحت لبنان وتشعبت في النظام الحكومي، لافتاً إلى أن الجيش وحده من يمثل العمود الفقري لمقومات الدولة ويبقى خارج الفئويات ويمكنه حفظ الحقوق.
وأشار الرز خلال حديثه لـ«الاتحاد» إلى أن «الجيش اللبناني تمكن من الابتعاد عن الطائفية والتزم بالسياسة الدفاعية التي أقرها دستور البلاد وظل ملتزماً بالدفاع عن حقوق لبنان ومقدراته»، لافتاً إلى فشل محاولات من جهات عديدة لإضعاف الجيش والنيل من معنوياته والتدخل في شؤونه الداخلية وجره إلى الاستقطاب الطائفي.