أبوظبي - محمدفال معاوية
أثار طفل موريتاني علق في سد تغمره السيول، لأزيد من 24 ساعة، تعاطفا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي، قبل أن يعلن الرئيس  الموريتاني نجاح جهود إنقاذه.
وتمكنت طائرة عسكرية تابعة للجيش الموريتاني من إنقاذ الطفل محمد أحمد ولد محمد، الملقب بـ"شبو"، بعد أن علق في سد تغمره السيول في مدينة بومديد شرق البلاد.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الموريتانية في بيان، إن نجاح هذه العملية كان ثمرة إعداد وتنسيق ومتابعة على مدار الساعة للجهود المبذولة من طرف الجهات المعنية بعملية الإنقاذ.
بدأت قصة الطفل الموريتاني «شبو» في الساعات الأولى من صباح أمس، حين توجه الطفل محمد  رفقة مجموعة من أصدقائه إلى سد بومديد، حيث تعودوا على السباحة في السد خلال موسم الأمطار، كوسيلة للترفيه في المنطقة التي تغيب عنها السيول في أغلب أشهر العام.
وبومديد تبعد أكثر من سبعمائة كيلومتر إلى الشرق من العاصمة نواكشوط.
وتعد منطقة بومديد من أشهر المناطق الزراعية في وسط موريتانيا، ما دفع السلطات إلى تشييد سد فيها عام 2000، يساهم في ترشيد المياه، وتغذية مئات المزارع المترامية على أطراف الوادي.
ولكن السد الذي كان شريان حياة المدينة لأكثر من عقدين من الزمن، أصبح على مدى عشرين ساعة  مسرحًا لقصة طفل يجلسُ مستسلمًا على أسطوانة من الخرسانة، تحيط به السيول الجارفة، لا يرتدي سوى سروال قصير، ولم يأكل أو يشرب لأكثر من 12 ساعة متواصلة، فيما يرتعش جسده الصغير على وقع الرياح الهادرة فوق السيل القادم من أعالي الهضبة.
يدعى الطفلُ محمد أحمد ولد أحمد ويلقب من طرف عائلته وأقرانه بـ (شبُّو)، ويبلغُ من العمر 11 عامًا، ينحدر من أسرة متوسطة في بومديد، كانت شاهدة على محنته، فيما كان والده يستخدم مكبر صوتٍ لينادي عليه بعد أن حلَّ الظلام: «شبُّو لا تستلم للنوم، نحن قادمون إليك».