تواصل حرائق الغابات تهديد محمية وطنية مهمة في اليونان تضم ثلاثة من أربعة أنواع من النسور في أوروبا وتعد من الأكبر في البلاد. وحاول مئات من عناصر الإطفاء، اليوم الثلاثاء، إخماد الحرائق لإنقاذ المحميّة. وصرح متحدث باسم فرق الإطفاء "من الصعب جدا السيطرة على الحريق لأن الغطاء النباتي كثيف جدا" في حين أتت النيران على أكثر من 2500 هكتار من غابات الصنوبر منذ الخميس في حديقة "داديا" الوطنية الواقعة على بعد نحو 900 كلم إلى شمال شرق العاصمة أثينا. وقال ديميتريس بتروفيتس، نائب حاكم منطقة إيفروس (شمال شرق)، في تصريح لصحفيين اليوم الثلاثاء، إن عناصر الإطفاء يعملون بشكل خاص على "توسيع نطاق" المناطق العازلة لإبطاء انتشار الحريق. وأشار إلى أن أكثر من 300 من عناصر الإطفاء وأربع طائرات وست مروحيات تشارك في هذه العمليات. تعد حديقة "داديا" الوطنية، التي تبلغ مساحتها 428 كلم مربعا، واحدة من أهم المحميات في أوروبا وهي تشتهر بأنها تحوي أسرابا معششة من النسور السنيرية. وتعرضت الحديقة لأضرار "جسيمة. إنها صدمة كبيرة"، بحسب تصريح أدلت به مسؤولة للتلفزيون العام "ERT". وأضافت أن "مرصد (الطيور) دمر تماما والهدف الرئيسي الآن هو إنقاذ أهم منطقة تحتوي على أعشاش النسر السنيري". وتستضيف "داديا" ثلاثة من أربعة أنواع من النسور في أوروبا هي: النسر الأسود والنسر الأسمر (غريفون) والنسر المصري، و36 من 38 نوعا من الطيور الجارحة في أوروبا. تتميز المحمية بتنوع موائلها إذ تضم 104 أنواع من الفراشات و13 نوعا من البرمائيات و29 نوعا من الزواحف وحوالي 65 نوعا من الثدييات، 24 منها خفافيش. واليونان معرضة بشكل خاص للحرائق في الصيف. وذكرت خدمات الإطفاء أن ما يقارب 60 حريق غابات اندلعت في الساعات الـ24 الماضية. وبلغت درجات الحرارة، الأسبوع الماضي في بعض مناطق البلاد، 42 درجة مئوية. منذ ذلك الحين، انخفضت بشكل طفيف. والصيف الماضي، أتت الحرائق على 103 آلاف هكتار من الأراضي وأودت بحياة ثلاثة أشخاص. ويقول العلماء إن تغير المناخ، الناجم عن أنشطة الإنسان، يفاقم الظواهر المناخية القصوى، بما في ذلك موجات الحر والجفاف والحرائق في أجزاء من أوروبا وكاليفورنيا في الأسابيع الأخيرة، مما يزيد من شدتها ومدتها وتواترها.