أحمد شعبان (عواصم)

لاقى الاتفاق المهم الذي وقعته كل من روسيا وأوكرانيا، أمس الأول، لإعادة فتح الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، واستئناف تصدير الحبوب، ترحيباً عالمياً، باعتباره بارقة أمل في تخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية، التي تفاقمت بسبب الأزمة الأوكرانية.
ورأى خبراء ومحللون سياسيون أن الاتفاق قد يُمهد الطريق نحو تسوية وانفراج الأزمة الأوكرانية، وأكدوا لـ«الاتحاد» أن الاتفاق يخلق ظروفاً مواتية للمفاوضات حول القضايا الأكثر جوهرية، ويمثل نافذة مفتوحة للحوار بين الدولتين. واعتبر الدكتور عمرو الديب، الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، أن الاتفاق يُمثل حلاً حقيقياً منتظراً لأزمة الغذاء العالمية، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. 
وأضاف لـ«الاتحاد»: إن المفاوضات كانت بمشاركة روسيا وموافقتها النهائية، لذلك فهي ستدعم تنفيذ هذا الاتفاق، فقط في حالة ما إذا كان من الممكن الاتفاق على بعض الممرات التي تسمح بتصدير هذه الحبوب بأمان، مع ضمان أن السفن التي تصل إلى الموانئ الأوكرانية لا تحمل أسلحة.
وأكد أنه رغم أن الاتفاق لا يتعلق مباشرة بمسألة وقف إطلاق النار، أو التسوية السياسية، إلا أنه يوفر ظروفاً مواتية للمفاوضات حول القضايا الأكثر جوهرية بشأن العمليات العسكرية، شرط موافقة الغرب كما حدث في الاتفاق الأخير.
من جانبه، اعتبر الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الاتفاق جيد في مضمونه، ويؤكد حرص الطرفين على تجاوز المواجهة المباشرة، وتوفير مناخ لبناء الثقة قد يؤدي إلى مفاوضات سياسية، مشيراً إلى المصاعب المتعلقة بنقل الحبوب والأسمدة وخاصة إزالة الألغام البحرية. وأكد فهمي لـ«الاتحاد» أن هذا الاتفاق مؤشر لإمكانية أن تلعب تركيا والدول الأخرى دوراً في المفاوضات السياسية المقبلة، مضيفاً: «تركيا إذا نجحت في هذا وأصبحت مركزاً لنقل الحبوب للعالم من خلال مناطق البحر الأسود، فهذا شيء جيد للأطراف الثلاثة»، مؤكداً أن الاتفاق بارقة أمل في الدخول في مفاوضات جدية ومباشرة.
من جهته، اعتبر الصحفي والمحلل الإيطالي حمزة بوكوليني، أن الاتفاقية مهمة جداً للاتحاد الأوروبي، وخصوصاً إيطاليا لأنه من دون القمح الأوكراني، ستواجه البلدان الأفريقية مشاكل في الإمدادات الغذائية، وسيؤدي ذلك إلى زيادة حادة في تدفقات الهجرة لأوروبا.
ونوّه إلى أن الاتفاقية يمكن أن تكون بداية لاتفاقيات أخرى، من شأنها أن تؤدي إلى السلام بين روسيا وأوكرانيا، وبالتالي فهي البداية فقط.
وعلى جانب آخر، أكد الباحث في الشؤون الأوروبية بهاء محمود، أن الاتفاق اقتصادي في المقام الأول، وأن روسيا تحاول تخفيف أعباء العقوبات الغربية عليها، في ضوء الاتفاق الموقع بين موسكو والأمم المتحدة، بهدف تخفيف بعض قيود العقوبات الغربية على روسيا.
وأوضح لـ«الاتحاد» أن هذا الاتفاق مهم لوجود حل لجزء من أزمة الغذاء العالمية، واستثناء بعض المسائل المتعلقة بالأمن الإنساني، حتى تأخذ الأزمة بعداً إنسانياً، وتقليل الخسائر الناتجة عنها. واتفق السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية المصري، حول هذا الاتفاق كخطوة مهمة جداً وبداية لحلحلة الأزمة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً أن الاتفاق يساعد الأطراف الأخرى مثل الأمم المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي، التوصل إلى إقناع روسيا وأوكرانيا بالعودة إلى مائدة المفاوضات التي بدأت من قبل في تركيا.
فيما رحب السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق بهذا الاتفاق الذي وصفه بالإنساني، مؤكداً أنها خطوة متعددة المنافع، وخلقت نوافذ مفتوحة للحوار.