أسماء الحسيني (الخرطوم)

عاد الهدوء النسبي إلى مدن إقليم «النيل الأزرق» جنوب شرقي السودان بعد أيام من العنف القبلي في ظل انتشار أمني كثيف.
وبلغت حصيلة الاشتباكات القبلية في النيل الأزرق والتي استمرت على مدى الأسبوع الماضي 105 قتلى و291 جريحاً، بحسب ما أفاد أمس، وزير الصحة بالولاية.
واندلعت الاشتباكات الأخيرة في ولاية النيل الأزرق، على الحدود مع إثيوبيا، بسبب نزاع على أراض بين قبيلتي «ألبرتي» و«الهوسا». 
وفيما عاد الهدوء إلى النيل الأزرق، انتقل العنف إلى مناطق أخرى وخصوصاً إلى ولاية «كسلا» الواقعة إلى الشمال من النيل الأزرق، حيث أحرق المتظاهرون عدة منشآت حكومية.
وأصدرت لجان «الحرية والتغيير» بياناً أدانوا فيه أعمال العنف القبلي في ولاية «النيل الأزرق»، منادين بالوقوف ضد الحرب.
كما أطلق الحزب الاتحادي الديمقراطي مبادرة لوقف العنف وتهدئة الأوضاع في الولاية، وشكل لجنة للتواصل مع كافة مكونات «النيل الأزرق» لإيقاف الاقتتال ونبذ العنف وتهيئة الأجواء لإجراء حوار شامل.
وكشف تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوشا» في السودان أن نحو 14 ألف شخص تم تهجيرهم يحتمون حالياً في ثلاث مدارس بمدينة «الدمازين».
وأفصح المكتب الأممي في تقريره عن نزوح 1000 شخص إضافي في «الروصيرص»، فضلاً عن 500 آخرين في محليات «قيسان» بانتظار التحقق من احتمال زيادة العدد الإجمالي.
وقال: إنّ التقارير تشير إلى نزوح ما يقدر بنحو 1800 شخص إلى ولاية «سنار».
ونبّهت المنظمة الدولية بأن هناك حاجة إلى دعم عاجل لتهدئة الوضع وضمان حماية المدنيين من مزيد الهجمات، وحاجة ملحة لتوفير المياه الصالحة للشرب والمراحيض، فضلاً عن إنشاء وحدات صحية مؤقتة داخل مواقع النازحين.
وذكر أن «الوضع الأمني في النيل الأزرق هادئ لكن لا يمكن التنبؤ به»، كاشفاً عن أن السلطات المحلية سمحت باستئناف الرحلات الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى «الدمازين»، وأن الوالي طلب خلال اجتماع مع الشركاء في المجال الإنساني تقديم المساعدة للنازحين الجدد.
وقالت «أوشا»، إنه تم إجراء تقييم لاحتياجات النازحين في مواقع المدارس الثلاث في نفس اليوم، وإن النتائج الأولية تُشير إلى الحاجة لتنظيم وإعادة توزيع النازحين داخلياً في 5 مواقع حيث تكون نقاط التجمع مزدحمة، كما تم تلقي طلبات لتوسيع القدرة الميدانية لمستشفى الدمازين «الخيام والأدوية والمستلزمات الجراحية والقُدرة العلاجية للمرضى الخارجيين» لمواكبة عدد الحالات المتزايد.