اندلع حريق غابات أججته رياح عاتية في الجبال بالقرب من أثينا اليوم الأربعاء، مما أجبر المئات بمن فيهم مرضى المستشفيات على الإخلاء، في الوقت الذي تحصي فيه بريطانيا خسائر أشد أيامها حرارة على الإطلاق.

واجتاحت حرائق الغابات أوروبا هذا الشهر، واندلعت في اليونان وفرنسا وإسبانيا وتركيا وإيطاليا والبرتغال، وزاد من حدتها طقس شديد الحرارة والجفاف يربطه العلماء بتغير المناخ.

وغطت سحب كثيفة من الدخان السماء فوق جبل بينتيلي على بعد نحو 27 كيلومتراً شمال أثينا، حيث يحاول نحو 500 من رجال الإطفاء و120 عربة إطفاء و15 طائرة محملة بالمياه إخماد الحريق.

واستمر الحريق الذي بدأ بعد ظهر أمس الثلاثاء في عدة مناطق اليوم الأربعاء.

وفي فرنسا، حيث يكافح رجال الإطفاء في منطقة جيروند الجنوبية الغربية منذ 12 يوليو لاحتواء حرائق الغابات الضخمة، قال وزير الزراعة مارك فيسنو إن هناك حاجة لاستثمار المزيد من الأموال لمواجهة مثل هذه التهديدات.

وقال: «علينا أن نواجه وضعاً استثنائياً للغاية»، في إشارة إلى الأضرار التي لحقت ببريتاني وجنوب فرنسا.

ومن المقرر أن يزور الرئيس إيمانويل ماكرون منطقة جيروند اليوم الأربعاء.

وفي بريطانيا عمل رجال الإطفاء طوال الليل على إخماد حرائق الغابات، وسارع المهندسون اليوم الأربعاء لإصلاح قضبان القطارات التي تأثرت بسبب الحرارة، فيما استيقظت بريطانيا على تداعيات اليوم الأكثر حراً في تاريخها مع تجاوز درجات الحرارة الأربعين مئوية للمرة الأولى.

وأمس الثلاثاء كان أكثر الأيام التي عملت فيها خدمة إطفاء لندن منذ الحرب العالمية الثانية، عندما تجاوزت درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية للمرة الأولى، ما أدى إلى اشتعال حرائق دمرت عشرات المباني في العاصمة، كما وصلت ألسنة اللهب إلى أراض عشبية جافة على جانبي خطوط السكك الحديد والطرق.

وألغيت رحلات قطارات كانت تسير من لندن حتى الساحل الشرقي لإنجلترا حتى عصر اليوم الأربعاء على أقل تقدير، بعدما أدى حريق نشب بالقرب من مدينة بيتربرو بوسط إنجلترا، إلى إتلاف معدات الإشارات.

كما أسفرت حرائق أخرى في شبكة القطارات عن الإضرار بالقضبان والأسلاك العلوية.

وقالت سلطات الملاحة، اليوم الأربعاء، إن الطقس تسبب أيضاً في إحداث فوضى في شبكات النقل في ألمانيا، حيث انخفض منسوب المياه على نهر الراين بشكل كبير.

وقالوا إن ذلك أجبر سفن الشحن على الإبحار بأحمال أقل وعرقل الشحن على النهر بأكمله في ألمانيا جنوبي دويسبورج.