هدى جاسم (بغداد)

تعالت الأصوات المطالبة بالإسراع في تشكيل حكومة عراقية «متوازنة وطنيا»، فيما اعتبر زعيم التيار الصدري أن البلاد أصبحت أسيرةً للفساد والتبعية والتدخلات الخارجية، جاء ذلك بينما أكدت قوى الحراك المدني أن الوضع السياسي يسير باتجاه مغلق ولا أمل بتشكيل حكومة جديدة.
ودعا زعيم «تيار الحكمة» ورئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية» في العراق عمار الحكيم للإسراع بتشكيل حكومة خدمية متوازنة في العراق، مؤكداً أن العملية السياسية تحتاج إلى إصلاح شامل ومحذراً من «منزلقات لن يسلم منها أحد».
وقال الحكيم: «نشهد هذه الأيام حراكاً سياسياً لتشكيل الحكومة بعد أكثر من 9 أشهر من إجراء الانتخابات المبكرة، هذه الانتخابات التي شابها الكثير من الإشكاليات والملاحظات وما زالت تعاني من تداعيات وانعكاسات سياسية ليست بالسهلة أو العابرة».
وشدد الحكيم على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة خدمية «متوازنة وطنياً» بما ينسجم مع حجم التحديات الكبيرة التي تحيط بالعراق، مؤكداً أن قوة أية حكومة تعتمد على قوة وتماسك التحالف البرلماني المشكل لها وهو ما يوجب أن يكون
التحالف الحكومي متوازناً وطنيا ومعبراً عن الأغلبية.
وأضاف: «ليس من الصحيح مشاركة الجميع في الحكومة المقبلة كما أنه ليس من الصحيح تنصل الجميع عن دعم الحكومة وتحمل تبعاتها فلابد من وجود جهة برلمانية داعمة ومؤسسة لتشكيل الحكومة وجهة أخرى مراقبة ومحفزة إيجابيا
ضمن فضاء الديمقراطية ودولة المؤسسات».
وذكر أن «عدم تقوية المعارضة وتمكينها من داخل البرلمان يعطي الذريعة لنقل الاعتراضات والملاحظات إلى خارج قبة البرلمان مما يعرض البلد إلى متاهات جديدة من الاضطراب والسخط الشعبي والتعبير عنها بسبل تزيد التحديات تعقيداً مما يصعب السيطرة عليه».
وأوضح الحكيم أن «انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان لا يعني خروجهم من المشهد السياسي فهم يمثلون شريحة كبيرة من الشعب العراقي». ودعا إلى إجراء تعديل حقيقي وعادل للقانون الانتخابات العراقية الحالي، بما يحقق العدالة المطلوبة في تمثيل الدوائر لاسيما بعد الثغرات الكبيرة التي كُشف عنها في هدر الأصوات وعدم مراعاة التمثيل الحقيقي لبعض المناطق من خلال دمجها بدوائر أخرى وإعادة النظر في آلية العد
والفرز الإلكتروني في الانتخابات.
في غضون ذلك، اعتبر زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، أن العراق أضحى أسيراً للفساد والتبعية والتدخلات الخارجية. وفي تغريدة عبر تويتر نشرها الصدر، مهنئاً بعيد الأضحى، أكد أن أزمات كثيرة تعصف بالبلاد منها الفساد والتبعية والتدخلات الخارجية، مؤكداً أن العراق أصبح أسيراً لها. بدورها، أكدت قوى مدنية فاعلة بأن الوضع السياسي يسير باتجاه مغلق ولا أمل بتشكيل حكومة جديدة. واعتبر محيي الأنصاري رئيس حراك «البيت العراقي» أحد أبرز القوى المدنية الناشطة في بغداد أن «الوضع السياسي يسير باتجاه مغلق ولا أمل بتشكيل حكومة وأن شكلت فأنها ستكون الأقل عمراً والأكثر مشاكل».
وأشار الأنصاري في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن «الجبهة المدنية في العراق، ورغم كل ما حدث من ضغط ضدها، ما زالت صوتاً وفعلاً جماهيرياً لايستهان به وستكون على مقربة من أي سلوك من شأنه إحداث فارق في المشهد الفوضوي للبلاد».
وحول الدعوة التي وجهها زعيم التيار الصدري لإقامة صلاة جمعة موحدة في الخامس عشر من الشهر الحالي، قال الأنصاري: «اعتاد زعيم التيار الصدري استخدام ورقة الشارع كلما شعر بالانزعاج من عدم إعطائه مكانته السياسية أو استحقاقه في الحكومات المتعاقبة، وهذه المرة ليست بالبعيدة عما سبق».