بيروت (الاتحاد، وكالات)

انتقد البطريرك الماروني بشارة الراعي، قيام ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بإطلاق طائرات مسيرة باتجاه حقل «كاريش النفطي»، مجدداً رفضه التلاعب باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، واصفاً تأجيل تشكيل الحكومة بأنه عمل تخريبي.
ودعا الراعي، خلال حديثه في عظة الأحد الأسبوعية، أمس، إلى انتخاب رجل دولة فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، معتبراً أن عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية هو عمل تخريبي يؤدي إلى إبقاء قوى الأمر الواقع متحكمة بالقرار الوطني وبمصير لبنان.
وتحدث الراعي عن مشكلات يعانيها لبنان، إحداها «المراوغة واللامبالاة المستمرة في موضوع تشكيل الحكومة»، موضحاً في هذا الصدد أن عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية، وتتمتع بالصفة التمثيلية وطنياً وسياسياً وميثاقياً لهو عمل تخريبي.
وأوضح أن «ترك البلاد بلا حكومة في نهاية عهد وعشية الاستحقاق الرئاسي، يؤدي حتماً إلى إضعاف الصفة التمثيلية للشرعية اللبنانية كمرجعية وطنية للتفاوض مع المجتمع الدولي». 
ورأى البطريرك الراعي أنه «من شأن ذلك أن يزيد انهيار الدولة وغضب الناس، كما من شأنه أن يجعل صراعات المنطقة وتسوياتها تتم على حساب لبنان كما جرت العادة في العقود الأخيرة».
وفي موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال الراعي: «نرفض التلاعب باستحقاق رئاسة الجمهورية ونتمسك بضرورة احترام هذا الاستحقاق في وقته الدستوري، وانتخاب رئيس متمرس سياسياً وصاحب خبرة، محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته وملتزم في وطنيته. ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحدياً لأحد، ويكون قادراً على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية».
وشدد على أن على جمع المتنازعين الشروع في وضع البلاد على طريق الإنقاذ الحقيقي والتغيير الإيجابي. 
وحول قضية النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل، انتقد الراعي «مسيرات حزب الله» التي أطلقها قبل أسبوعين وكادت تطيح بالمفاوضات بين البلدين.
واعتبر الراعي أن «نجاح هذه المفاوضات يتوقف أساساً على متانة وحدة الموقف اللبناني وراء الشرعية، وعلى عدم التشويش عليها وتعريضها للفشل في ظرف دقيق للغاية، لا تستطيع الدولة أن تفاوض، وآخرون يمتحنون المفاوضات عسكرياً». 
وكانت إسرائيل أعلنت مؤخراً، اعتراض ثلاث مسيّرات تابعة لميليشيات «حزب الله» كانت متّجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه المتوسط.
وأتت هذه المسيرات في وقت تستمر فيه الجهود لاستئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية، التي  كانت قد بدأت في مايو عام 2020 بوساطة أميركية.
وكان الرئيس عون قد كلف في شهر يونيو الماضي نجيب ميقاتي بتأليف حكومة جديدة بناءً على نتيجة الاستشارات النيابية، حيث حصل على 54 صوتاً من أصوات النواب، ومنذ ذلك الحين لم يتم تشكيل الحكومة.
ويواجه لبنان أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة أدت إلى زيادة كبيرة في معدلات الفقر، حيث انهارت العملة الوطنية مقابل الدولار، وارتفعت أسعار السلع والمواد الغذائية والخدمات بشكل هائل.