أحمد عاطف (بيروت، القاهرة)

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس، في العاصمة اللبنانية بيروت، رسالة دعم للاستقرار في لبنان ومساندته في أوضاعه الصعبة، كما بحث مختلف الأزمات التي تشهدها الدول العربية، ومنها الأمن الغذائي وعودة سوريا إلى شغل مقعدها في جامعة الدول العربية.
ولفت  أبو الغيط إلى أنه تم التداول في محاور عدة والتحضيرات للقمة المقبلة ومن يحضرها، لافتاً إلى أن موضوع مشاركة سوريا تم نقاشه، كما تم تناول الأزمة في أوكرانيا وتأثيرها على الدول العربية سواء في الغذاء أو في الطاقة وغيرها من القضايا المهمة كالمجاعة في الصومال.
وقال: «كان اجتماعاً جيداً ومفيداً»، معتبراً أن الحضور في هذا التوقيت تحديداً للبنان في الظروف الاقتصادية بالغة الصعوبة هو رسالة من الدول العربية بأنها تدعم البحث عن تسويات ودعم الاستقرار في لبنان ومساندته في أوضاعه وفي مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي.
ورداً على سؤال حول الحصول على تعهدات لبنانية لترميم علاقاته العربية، قال أبو الغيط: «استمعت من كل المسؤولين الذين التقيناهم في هذه الزيارة بأن المصالحة تتقدم، وأن هناك رضى خليجياً لبنانياً عن هذه العلاقة».
وقال: «هناك وزيرا خارجية موجودان في الاجتماع و4 مندوبين، بما معناه أن هذا يعكس رغبة في رأب الصدع وإقامة علاقة طبيعية».
بدوره، أكد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في ختام الاجتماع، نجاحه بكل المقاييس في ظل المشاركة العربية الواسعة.
وقال: «لمسنا من جميع المشاركين مشاعر المحبة والتضامن مع لبنان في أزمته، وتوق الجميع لعودة العافية إليه بأقرب وقت، واعتبروا أن المشاركة في هذا الوقت تعد رسالة دعم للبنان».
وشدد على بقاء مشاورات الاجتماع ملكاً للمجتمعين من دون بيانات، مؤكداً أن النقاشات كانت شفافة إلى حد بعيد، وحصل تبادل للآراء بشكل مسؤول وجدي أدى إلى مزيد من التقارب في عدة مواضيع إقليمية ودولية.
وعدد الوزير اللبناني المواضيع التي تم طرحها، حيث قال «جرى التطرق إلى الاستمرار بدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها وما رافق لبنان من اتفاق الطائف، وصولاً إلى الاتفاق العربي الحالي حول لبنان والذي حملته المبادرة الكويتية».
كما تم التطرق إلى انعقاد القمة العربية في الجزائر، وحصل بحث خاص للأمن الغذائي والأزمة في الصومال والجفاف الذي ضرب البلاد، وتم تبني الدعوة للعمل من أجل تقديم الدعم اللازم للمساعدة على تخفيف المعاناة.
وقال خبراء وباحثون سياسيون لـ«الاتحاد»، إنه من الواضح أن هناك إرادة عربية تتشكل في الفترة الحالية لعودة سوريا للحضن العربي ولجامعة الدول العربية، موضحين أن هناك ارتياحاً عربياً بهذا التوقيت لمثل تلك الخطوة، لا سيما بعدما أعادت بعض الدول العربية افتتاح سفاراتها وملحقاتها الدبلوماسية في سوريا.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، إن سوريا قوة عربية مهمة والأمن القومي العربي لا يكتمل إلا بوجودها في مكانها الطبيعي داخل جامعة الدول العربية وتعود علاقتها العربية كما كانت من قبل.
وأضاف هريدي لـ«الاتحاد»، أن عودة سوريا إلى العالم العربي ستضع نهاية لفترة «الربيع العربي» بكل ما شهدته من عدم الاستقرار والأمان، موضحاً أن استمرار الوضع الحالي لا يخدم سوريا ولا يخدم العرب.
وأكد أن وجود سوريا في محيطها العربي يقوي العرب، خاصة أنها دولة  كبيرة لا يمكن إغفالها في معادلة الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي أنه من الواضح أن هناك إرادة عربية تتشكل لعودة سوريا، وهناك ارتياح عربي في هذا التوقيت، مشيراً إلى أنه كما خرجت سوريا من جامعة الدول العربية بقرار من قمة عربية لابد وأن تعود بقرار مماثل في قمة عربية مماثلة، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تعود سوريا في قمة الجزائر المزمع عقدها قبل نهاية العام الجاري.
ولفت فهمي لـ«الاتحاد» إلى أن عقد الاجتماع الحالي في لبنان له أهمية كبيرة، وهو ما يشير إلى دعم عربي للبنان، ولكنه يتوقف على إرادة سياسية بدأت تتوافر الآن. 
واختلف مدير معهد شرق المتوسط للدراسات السياسية محمد حامد مع الأحاديث السابقة، لافتاً إلى أنه منذ 2019 وعودة العلاقات السورية مع بعض الدول العربية كانت تتردد الأنباء عن أن عودة سوريا للقمة تعطلت لأكثر من مرة بسبب «كورونا» وغيرها.