أبوظبي (الاتحاد)

أكد أكاديميان متخصصان في شؤون حركات الإسلام السياسي خطورة تنظيم جماعة «الإخوان» الإرهابية، وبينا أن التنظيم قام عقب الانتكاسات المتتالية التي تعرض لها في السنوات الماضية بوضع خطة ممنهجة لإعادة هيكلة وصناعة جماعة جديدة ستكون بمثابة اتحاد فضفاض يختار فيه كل فرع تكتيكه الخاص لتحقيق أهداف قصيرة المدى في أسلمة القواعد الشعبية، ثم التوغل للوصول إلى السلطة من جديد.
وشدد الخبيران على أن أغلب تنظيمات الإسلام السياسي تمر، خلال السنوات الماضية، بعدة أزمات داخلية، نتيجة اختلافات الرؤى في التعامل مع الوضع الجديد لها في محاكاتها مع التقلبات الجيوسياسية، خصوصاً بعد تورط بعضها في عمليات إرهابية، أو بسبب تحكم حديدي لصقورها في مفاصل التنظيم الإدارية والمالية مع إبعاد تيارات التجديد، وبخاصة الشباب منها، من مراكز صناعة القرار.
جاء ذلك ضمن حلقة نقاشية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أمس الأول، بقاعة السلام في مقر المركز بأبوظبي، وتمحورت حول كتاب: «الإخوان من السلطة إلى الانقسام» الذي يسلط الضوء على أزمة الجماعة الأم لتنظيم الإخوان المسلمين.
وأوضح مؤلفَا الكتاب، محمد البشاري الباحث في مجال الفكر الإسلامي، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وماهر فرغلي الباحث المتخصص في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن تنظيم «الإخوان» مر بعدة انشقاقات وانقسامات على مدى تاريخه، مستعرضاً هذه الانشقاقات في كل من مصر والمغرب وتونس والجزائر والأردن. 
وقال البشاري إن التنظيم يشكل خطورة بتلونه واستخدامه كل الوسائل للعودة من جديد، مبيناً أن الكتاب يوضح طرق تكيف هذه الجماعة الإرهابية وهيكلتها وخطتها الجديدة، ويكشف في قسمَيْه، الصراع على التنظيم والانقسام، تفاصيل الانقسام الحاد في الجماعة، ويبين مخططها للعودة إلى المشهد من جديد.
بدوره، قال ماهر فرغلي، في مداخلته إن «النموذج الإخواني»، ولاسيما فرعه المصري، يختلف في حركية التنظيم ما بين «فقه التمكين» و«فقه الاستضعاف»، الذي يسمح بالكمون والتلون وارتداء الأقنعة المختلفة حتى يحين الوصول للهدف.
وأضاف إن الكتاب يرصد تعرض «إخوان مصر» لجملة من الانقسامات والتفككات الداخلية بدءاً من عام 2016 وحتى الآن، كانت محصلتها النهائية طرح التصدع للعلن، ثم تسويق التنظيم لملف المصالحة.