شعبان بلال (القاهرة)

وقعت مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، أمس، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن التعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي بين الأطراف الثلاثة تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.
وتستهدف مذكرة التفاهم، التي وقعت على هامش الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي انطلق أمس، في القاهرة، زيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف إمداد أوروبا بالغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة المصرية في «إدكو ودمياط».
وقال وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا إن هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة جداً في مسيرة بناء منتدى غاز شرق المتوسط التي بدأت منذ 4 سنوات وهي خطوة يمكن البناء عليها في تحقيق المزيد من التعاون بين الدول الأعضاء والمشاركة في منتدى غاز شرق المتوسط ومنها الاتحاد الأوروبي.
بدورها، أكدت كاترين الحرار وزيرة الطاقة الإسرائيلية أن التوقيع الذي تم مع مصر والمفوضية الأوروبية، يمثل رسالة مهمة لنجاح التعاون تحت مظلة المنتدى الذي يؤكد دوره المحوري فى تأمين جانب من إمدادات الطاقة لأوروبا.
وأشارت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون إلى أن هذا التوقيع يمثل فرصة للجميع في التعاون، خاصة في وقت صعب للاتحاد الأوروبي الذي يبحث عن تأمين مصادر موثوقة لإمدادات الطاقة في ظل المتغيرات الحالية.
ورأى خبراء أن مذكرة الاتفاق خطوة إيجابية ضمن منتدى غاز شرق المتوسط، موضحين أن تصدير الغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة المصرية يسهم في سد جزء من عجز الطاقة التي تُعاني منها أوروبا بسبب الأزمة الأوكرانية.
وأكد الدكتور رمضان أبو العلا، الأستاذ في هندسة البترول والطاقة، أن للاتفاق تداعيات على الجانب السياسي، وهو التأكيد على ثقل مصر في منطقة شرق المتوسط بما تملكه من بنية تحتية ومصنعين للإسالة في «إدكو ودمياط»، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي والمكاسب التي يُمكن أن تحققها مصر من خلال تلك الاتفاقية.
وأضاف لـ«الاتحاد»، أن هذه المذكرة تستهدف استخدام البنية التحتية المصرية ومحطتي الإسالة والحقول الإسرائيلية في توفير جزء من الاحتياجات الأوروبية من الغاز، موضحاً أنه جار العمل على إنشاء خط يمتد بين حقل ظهر المصري ومنطقة الاكتشافات الإسرائيلية، ثم نقل الغاز الإسرائيلي لمحطات الاستقبال في بورسعيد ثم إلى محطتي الإسالة بإدكو ودمياط.
بدوره، أشار الدكتور عطية عطية، عميد كلية هندسة البترول والطاقة والبيئة بالجامعة البريطانية بالقاهرة، إلى أن توقيع المذكرة يمثل خطوة إيجابية في خدمة أهداف الأطراف الثلاثة، موضحاً أن مصر تملك منطقة مؤهلة للإسالة وتصدير الغاز وأوروبا في حاجة لسد احتياجاتها بعد معاناتها بسبب الأزمة الأوكرانية.
وأضاف عطية لـ«الاتحاد»، أن مصر تسعى لتعظيم مكانتها كمركز إسالة وتصدير للغاز في المنطقة مما يعود بالنفع على اقتصادها، مشيرا إلى أنها تملك محطتي إسالة عملاقتين وتعملان الآن بأقصى طاقة لهما.