أعلنت شركة الطاقة الروسية العملاقة «جازبروم»، اليوم الأربعاء، مجدداً تقليص الحد الأقصى من كميات الغاز التي توردها إلى ألمانيا عبر خط «نورد ستريم1»، ما دفع الحكومة الألمانية إلى اتهامها بمحاولة رفع الأسعار.
وأوضحت الشركة الحكومية الروسية أن الحد الأقصى، الذي ستضخه عبر الخط إلى ألمانيا، سيصل إلى 67 مليون متر مكعب فقط اعتباراً من وقت مبكر غداً الخميس. يبلغ الخفض المعلن عنه اليوم نسبة 33 %.
بررت الشركة هذه الخطوة مجدداً بتأخر شركة «سيمنس» الألمانية في أعمال الصيانة، وقالت «جازبروم» إنها لهذا السبب اضطرت إلى غلق محطة أخرى لضغط الغاز.
ردا على هذا التخفيض الثاني لواردات الغاز في غضون يومين، اتهمت الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء، شركة «جازبروم» بالسعي إلى «رفع أسعار الغاز».
وأوضح وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك، في برلين اليوم الأربعاء، أن «تبرير الجانب الروسي (لهذه الخطوة) هو مجرد تذرع، ويبدو أن الاستراتيجية هي إثارة الاضطراب ورفع الأسعار».
ورأى السياسي المنتمي إلى حزب الخضر أن «الكميات يمكن شراؤها حاليا من السوق حتى لو بأسعار مرتفعة، كما يجري التخزين أيضا في الوقت الراهن».
وأضاف هابيك أن «أمن الإمدادات مضمون» لكنه قال إنه يتابع الوضع عن كثب ويجري اتصالات وثيقة حول هياكل الأزمة واستطرد أن "الوضع الراهن أظهر أيضا أن ترشيد الطاقة هو واجب الساعة. وبالطبع، سنتخذ تدابير حكومية إذا كان ذلك ضروريا».
وقال هابيك، وهو أيضا نائب المستشار الألماني، إنه يعتقد بأن التقليص الأخير لواردات الغاز الروسي لألمانيا، الذي تم الإعلان عنه أمس واليوم، له دوافع سياسية. 
كانت «جازبروم» أعلنت، أمس الثلاثاء، تخفيض الحد الأقصى من كميات الغاز التي يتم توريدها إلى ألمانيا عبر خط «نورد ستريم1» إلى 100 مليون متر مكعب يومياً وهو ما يعادل نحو 60% من حجم الغاز اليومي الذي كان مخططاً توريده حتى الآن والبالغ 167 مليون متر مكعب يومياً.
بعد ذلك بوقت قصير، نفت الوكالة الاتحادية للشبكات في ألمانيا صحة ما قالته «جازبروم» عن تسبب التأخر في أعمال صيانة ضاغط للغاز في تقليص الكميات الموردة.
يمثل «نورد ستريم1» خط الإمداد الرئيس للغاز الروسي بالنسبة لألمانيا. وقد توقف الضخ بالفعل عبر خط أنابيب «يامال-أوروبا». كما خفضت إمدادات الغاز الروسي المارة عبر أوكرانيا بشكل كبير.
وشهدت أسعار الطاقة ارتفاعاً بسبب قيود سابقة أدت بالفعل إلى تراجع إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.
ولم يتم تشغيل خط أنابيب «نورد ستريم2»، رغم اكتماله، بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.