أسماء الحسيني (الخرطوم)

قتل 27 شخصاً وجرح العشرات في اشتباكات قبلية وقعت أمس، وامتدت حتى الأمس، في ولايتي غرب دارفور وجنوب كردفان في غرب وجنوب البلاد، وفق قيادات محلية.
وتدور اشتباكات غرب دارفور في محلية «كلبس» التي تبعد حوالي 160 كيلومترا شمال شرق مدينة «الجنينة»، عاصمة الولاية.
وقال قيادي في قبيلة «القمر» بغرب دارفور: «بدأت الاشتباكات الاثنين نتيجة اعتراض شخص مزارعاً يحضر أرضه للزراعة، وعلى الفور قتل ثلاثة أشخاص وبعدها توسع الاشتباك فقتل 5 آخرون وأُحرقت ثلاث قرى».
من جهته، أكد قيادي في قبيلة «الرزيقات» وقوع الاشتباك نتيجة لخلاف حول ملكية الأرض وقال، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: «أراد أحد الأهالي إيقاف شخص من حرث أرضه، فتطور الأمر وقُتل منا 8 أشخاص، والآن الاشتباكات مستمرة ولم تصل قوات حكومية إلى المنطقة».
تكررت الاشتباكات القبلية في ولاية غرب دارفور، حيث قتل أكثر من 200 شخص في أبريل الماضي في مواجهات بين قبائل عربية وقبيلة «المساليت» الأفريقية.
وتشهد المنطقة نوعاً من الفراغ الأمني خصوصاً بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020.
ومن جهة أخرى، وفي منطقة أبو جبيهة التي تقع شرقي جنوب كردفان في جنوب البلاد، أشار أحد ناشطي المصالحات القبلية في المنطقة إلى مقتل 11 شخصاً وجرح 35 في اشتباكات بين قبيلتي «كنانة والحوازمة» البدويتين.
وقال: «بدأ الاشتباك نتيجة لخلاف بين شخصين أحدهما من «كنانة» والآخر من «الحوازمة» وانضم أفراد من القبيلتين وتطور الأمر واستخدمت الأسلحة النارية».
وكتب فولكر برثيس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان على حسابه على موقع «تويتر» أمس: «يساورني قلق بالغ إزاء الاشتباكات بين المجتمعات المحليّة في أبو جبيهة بجنوب كردفان والتي أسفرت عن خسائر مؤسفة في الأرواح».
وأضاف: «أدعو قوات الأمن إلى تأمين المنطقة، وضمان حماية المدنيين وأحثّ الزعماء المحليين على بذل جهود للوساطة».
منذ 2011 تدور حرب بين الحكومة المركزية ومسلحين ينتمون إلى أقلية «النوبة» الأفريقية في منطقة جنوب كردفان تحت اسم «الحركة الشعبية-شمال السودان» التي تسيطر على بعض المناطق، ورفضت الدخول في مفاوضات سلام مع الحكومة الانتقالية التي تولت السلطة عقب الإطاحة بالبشير 2019.
وفي سياق آخر، أنهى محتجون في مدينة بورتسودان الساحلية في شرق السودان يغلقون الطرق المؤدية إلى موانئ البلاد الرئيسية، اعتصامهم بعدما تقدم والي البحر الأحمر باستقالته تلبية لطلب المعتصمين.
وأفاد بيان أصدره مجلس قبائل «نظارات البجا» أمس: «سنشرع في رفع اعتصام أمانة حكومة ولاية البحر الأحمر وكل الاعتصامات في شرق السودان، بعد أن تم تأكيد استقالة والي ولاية البحر الأحمر».
وأغلق عشرات من المحتجين في بورتسودان، الاثنين، طرقات رئيسية تقود إلى ميناء المدينة الرئيسي على البحر الأحمر، اعتراضاً على اتفاق سلام وقعته الحكومة السودانية في جوبا مع عدد من الحركات المتمردة المسلحة عام 2020.