أسماء الحسيني (الخرطوم، القاهرة)
أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المتظاهرين الذين احتشدوا للاحتجاج في الخرطوم للمطالبة بحكم مدني، في الوقت الذي لم تظهر فيه أي علامة على إحراز تقدم في التحركات الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة في السودان. وخرج الآلاف في مسيرة نحو القصر الرئاسي بالخرطوم رغم الحر الشديد مع حضور أمني مكثف، في أول مظاهرة كبيرة منذ شهر رمضان بمشاركة أكبر عدد من المحتجين منذ عدة أسابيع. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي حشوداً في العاصمة وفي مدن أخرى تردد هتافات للمطالبة بحكومة مدنية.
ويشهد السودان اضطرابات سياسية منذ أن دفعت مظاهرات على مدى شهور الجيش لعزل الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019.
وتعثرت المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والتي كان من المتوقع أن تبدأ هذا الأسبوع، وسط انتقادات شديدة من قطاعات في الجيش والمجتمع المدني. ووقعت لجان المقاومة في الخرطوم أمس الأول، على ميثاق يحدد رؤيتها لإطلاق حكم مدني. ووجهت دعوة للأحزاب السياسية للاشتراك معها. إلى ذلك، قرر والي ولاية «كسلا» شرقي السودان، عادل عثمان، فرض حظر شامل للتجول في مدينة «كسلا» وأسواقها لمدة 24 ساعة. وجاء القرار إثر تجدد القتال بين قبيلتي «النوبة والبني عامر» في «كسلا» والذي خلف إصابات بين الطرفين.ووجه والي كسلا بمعاقبة مخالفي قرار حظر التجول، وفقاً لما نص عليه قانون الطوارئ والسلامة العامة في السودان.
وكان قتال دام اندلع بين قبيلتي «البني عامر والنوبة» في شرق السودان وخلف نحو 80 قتيلاً من الجانبين، قبل أن تتدخل أجهزة الأمن وتحتوي المعارك باتفاق صلح بين الطرفين.