حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
شهدت مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية طرابلس أمس، اشتباكات عنيفة بين الميليشيات قرب مفترق «عمر المختار».
وقالت مصادر محلية: إن الاشتباكات اندلعت عقب هجوم شنته جماعة تعرف بـ«ميليشيات بوزريبة» على ما يسمى بـ «ميليشيا الفار». وأوضحت المصادر أنه تم حرق سيارتين تابعتين لـ«فرقة الإسناد» برئاسة «الفار» في مفترق «عمر المختار».
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق الاشتباكات التي تجري في المدينة إضافة إلى صورة حريق قيل إنه في إحدى المزارع في الاشتباكات التي استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة.
وأكدت مصادر عسكرية في المدينة لـ«الاتحاد» أن الاشتباكات سببها الاستقطاب السياسي بين التشكيلات العسكرية التي تسيطر على المدينة، مشيرة إلى وجود انقسام بين عناصر مسلحة إحداها تتبع الحكومة الليبية الجديدة والأخرى تتبع حكومة الوحدة الوطنية.
وأشارت المصادر الليبية إلى وجود أزمة كبيرة بين العناصر المسلحة التي تقحم نفسها في الصراع السياسي، موضحة أن عدداً من حكماء وأعيان مدينة الزاوية نجحوا في وقف الاشتباكات بين المسلحين التي استمرت عدة ساعات.
وكانت مدينة الزاوية قد شهدت قبل أقل من شهر اشتباكات مسلحة، بين أفراد تابعين لكتيبة «حماية المصفاة»، وآخرين من «كتيبة الشرفاء»، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، فضلاً عن تضرر 29 موقعًا بمصفاة الزاوية من ضمنها خزانات المشتقات النفطية وخزانات أخرى متعددة.
وأدت اشتباكات الزاوية التي وقعت منذ أسابيع إلى صدور إدانة قوية من قبل الحكومة الليبية، حيث اعتبر وزير الداخلية في حكومة باشاغا عصام أبو زريبة أنه «من غير المقبول على الإطلاق أن يتقاتل الأخوة لفرض مصالح أشخاص وإحكام سيطرتها».
وفي سياق آخر، قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: إن المنظمة تعتبر تعيين رئيس جديد لبعثتها للدعم في ليبيا «أولوية قصوى».
جاء ذلك رداً على سؤال صحفي حول مساعي اختيار ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة، في ظل مواقف أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي في إشارة إلى روسيا بحسب وكالة الأنباء الليبية.
وأضاف دوجاريك أن «الأولوية الأخرى هي أملنا في موقف موحد من أعضاء مجلس الأمن لمساعدتنا في تنفيذ تفويض البعثة الأممية، والمساعدة في تحسين حياة الشعب الليبي».
وكان مجلس الأمن صوت في 29 من أبريل الماضي بالإجماع على تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى 31 يوليو القادم، وسط خلافات بين روسيا وبين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشأن مدة تجديد البعثة وتعيين مبعوث أممي جديد.