أسماء الحسيني (الخرطوم، القاهرة)

قتل ما لا يقل عن 160 شخصاً، أمس، في أعمال عنف في إقليم دارفور المضطرب غرب السودان والذي يشهد نزاعاً منذ عقود، وفق ما أفاد آدم ريغال المتحدث باسم التنسيقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور. وأوضح المتحدث أن أعمال العنف القبلية هذه بدأت الجمعة في «كرنك» على بعد حوالي 80 كيلومتراً من الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث قتل 8 أشخاص.
وقالت هيئة حقوقية، إن النزاع القبلي أدى لنزوح نحو 20 ألف شخص، فيما أفاد مسؤول محلي بوصول تعزيزات عسكرية وطائرة حربية لتعزيز جهود حكومة الولاية في حسم الصراع المسلح.
وقتل 8 أفراد، بينهم امرأة وطفل، كما جرح 16 آخرين نتيجة للاشتباكات التي جرت أمس الأول، بعد مقتل اثنين من الرعُاة من أبناء القبائل العربية بواسطة مسلحين يُرجح أنهم من عناصر قوات حركة التحالف السوداني التي يقودها والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر.
وقالت هيئة محامي دارفور في بيان: إن «أحداث كرينك قادت لنزوح ما يقارب 20 ألف من أهالي المنطقة».
وأشارت إلى أن الأحداث التي تبدأ بين طرفين أو مجموعات محددة، سرعان ما تتحول إلى صراعات قبلية دامية، ظلت تكرر في ولايات دارفور في ظل الغياب التام للدولة.
ونوه البيان بتصاعد النزاعات الدامية بين القبائل والميليشيات المسلحة، بوتيرة أعلى مما كانت عليها قبل اتفاق السلام، في دلالة على فشله في تحسين الوضع الأمني بدارفور. وفي أكتوبر 2020، وقعت حركات مسلحة تحت ائتلاف «الجبهة الثورية» اتفاق سلام مع حكومة السودان، نص على نشر قوة قوامها 12 ألف جندي نصفهم من مقاتلي الحركات والنصف الآخر من القوات النظامية لحماية المدنيين في الإقليم، لكن هذا الأمر لم يُنفذ.
وأعلن ممثل والي غرب دارفور محمد زكريا عن وصول طائرة حربية من القيادة العسكرية بالخرطوم لحسم التفلتات الأمنية بـ«كرينك».
وقال زكريا، إن «لجنة أمن الولاية حركت قوات لتمشيط الطرق الرابطة بين محليات الولاية لتعمل على محاربة الظواهر السالبة، خاصة منع استخدام الدراجات النارية، كما قررت إرسال تعزيزات عسكرية إلى كرينك».
وسبق للسلطات الأمنية في الولاية أن أعلنت عن عدم قدرتها على مواجهة الميليشيات المجهزة بأسلحة حديثة وطالبت الخرطوم تزويدها بما يلزم لحماية المدنيين، وطالبت بطائرة عسكرية لرصد أماكن تجمع القوات المهاجمة.
وأشار التقارير إلى تورط ميليشيات مسلحة في المعارك الجارية، خاصة أن الجماعات المسلحة التي عادت للمنطقة بعد اتفاق السلام تشارك هي الأخرى في القتال القبلي. 

عناصر حفظ السلام المتحدّرون من «تيجراي» يطلبون اللجوء بالسودان
رفض أكثر من 500 من عناصر حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة المتحدرين من إقليم «تيجراي» الإثيوبي العودة إليه خوفاً على سلامتهم وطلبوا اللجوء في السودان.
وحتى العام الماضي، كانت القوات الإثيوبية تمثّل غالبية عناصر البعثة المكوّنة من 4000 عضو في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
وقال ناطق باسم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في نيويورك إن معظم القوات الإثيوبية عادت، لكن بعض أفرادها طلبوا اللجوء.
وأوضح المصدر أن «عدداً من عناصر قوات حفظ السلام قرروا عدم العودة ويسعون للحصول على حماية دولية، تتولى الأمم المتحدة حمايتهم في مكان آمن».
وتابع أن «مسؤولية منحهم اللجوء السياسي تقع على عاتق السلطات السودانية التي تحصل على مساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في استقبال هؤلاء الأفراد».
وتقدّم 528 جندياً إثيوبياً من «تيجراي» بطلبات لجوء في السودان، بحسب الماجور غيبري كيداني، وهو عنصر حفظ سلام سابق من «تيجراي».