نيويورك (الاتحاد)

أعربت دولة الإمارات عن أملها في مواصلة قيادتي السودان وجنوب السودان دعم جهود تحقيق السلام في كلا البلدين، لافتة إلى التحسن المستمر في العلاقات بين الخرطوم وجوبا. 
وقال وفد الدولة في بيان أدلى به أمام مجلس الأمن حول قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي «يونيسفا»: «فيما يتعلق بالعلاقات بين السودان وجنوب السودان، يحدونا الأمل إزاء استمرار قيادَتَيْ الدولتين في دعم جهود تحقيق السلام في كلا البلدين، والذي يدل أيضاً على التحسن المستمر في العلاقات بينهما». وأضافت: «نحن على يقين أنَّ البناء على هذا التقدم سَيُسهِم في التوصل إلى حلٍ مستدام بشأن الوضع النهائي لمنطقة أبيي».
وأبيي هي منطقة منزوعة السلاح متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وتدعم قوة «يونيسفا» الآلية المشتركة لرصد الحدود والتحقق، والتي تضمن السلام على طول الحدود بين البلدين.
ورحبت الإمارات كذلك بعقد اجتماع «الآلية السياسية والأمنية المشتركة» ووثيقته الختامية، مؤكدة تطلعها إلى استئناف اجتماعات لجنة الرقابة المشتركة في أبيي بدعم من الاتحاد الأفريقي.
وأشارت الدولة، في البيان، إلى أن الاجتماع يتزامن مع حُدوث تطوراتٍ مُقْلِقة في منطقة أبيي، بما في ذلك العنف والاشتباكات المستمرة بين المجتمعات، وشن الهجمات على بعثة «يونيسفا» وما رافَقَها من أحداث أخرى عرقلت عمل البعثة. 
وقالت: «أَثَّرت هذه الأحداث سلباً على عمل المنظمات الإنسانية، لاسيما من حيث مقتل العاملين في المجال الإنساني، وإجلاء ما يقارب 800 عامل منهم كما حدث مؤخراً في اشتباكات أغوك». 
وشددت، في هذا الإطار، على أهمية اتخاذ جميع التدابير الكفيلة بضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.
وأضافت إن «التعامل مع هذه التطورات المثيرة للقلق يتطلب تعزيز الحوار والتعايش السلمي لمعالجة الأسباب الجذرية للتوترات القائمة وتعزيز العلاقات بين المجتمعات»، مشيرة إلى أنه من المشجع اتخاذ خطوات باتجاه معالجة هذه التوترات، بما في ذلك التحقيق فيها، وتوقيع قبيلتين مؤخراً على وقف الأعمال العدائية في جنوب السودان.
وأكدت على أهمية إنشاء الآليات الإدارية والأمنية المؤقتة والمنصوص عليها في اتفاقية 20 يونيو 2011 الموقعة بين الطرفين، بما يكفل احتواء هذه التوترات.
وشجعت الإمارات بعثة «يونيسفا» على مواصلة انخراطها بانتظام مع المجتمعات المحلية والاستماع لشواغلِهم، موضحة أن الاستعداد لعقد «مؤتمر السلام المشترك للقادة التقليديين» في مايو المقبل يعتبر خطوة مهمة في هذا الاتجاه، كما رحبت بالجهود التي تبذُلُها البعثة سواء في تنفيذ المشاريع ذات التأثير السريع أو ضمان مشاركة النساء في عمليات السلام المحلية وتسوية النزاعات.
وقالت: «إدراكاً مِنّا بعمل البعثة المهم في بيئة متغيرة ومليئة بالتحديات، لاسيما من حيث جهودها في تيسير الحوار بين المجتمعات ودعمها لـ (الآلية المشتركة لرصد الحدود والتحقق منها)، نود أن نُعرب عن خالص تقديرِنا لجميع أفراد يونيسفا الذين خدموا في البعثة، ونرحب بالقوات الجديدة وقائد بعثة يونيسفا الذي بدأ بالفعل بالتواصل مع المجتمعات المحلية وحكومتي السودان وجنوب السودان».
وكررت الدولة دعوة الأمين العام إلى إعادة تفعيل مقر «القطاع واحد» التابع لـلآلية المشتركة في «قوك مَشار» وموقعي الفريقين.
كما رحبت بتوصية الأمين العام بتجديد ولاية البعثة والدعم للآلية المشتركة لمدة ستة أشهر إضافية، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، عند تجديد الولاية، آراء الخرطوم وجوبا، وتجديد التركيز على التواصل مع جميع المجتمعات المحلية واستخدام الأدوات المتاحة للحد من التوترات.