موسكو، كييف (وكالات)

اتهم الكرملين أوكرانيا، أمس، بتغيير مواقفها باستمرار فيما يتعلق بالقضايا التي جرى الاتفاق عليها بالفعل في محادثات السلام، مشيراً إلى أنه لا يلوح في الأفق أي تقدم في المفاوضات الجارية.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف: «الاتصالات مستمرة على مستوى الخبراء، في إطار عملية المفاوضات». 
وأضاف: «للأسف الجانب الأوكراني غير متسق فيما يتعلق بالنقاط التي جرى الاتفاق عليها». وتابع: «إنه يغير باستمرار مواقفه واتجاه عملية المفاوضات».
وأرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير، فيما وصفته بأنه «عملية عسكرية خاصة». وتقاوم القوات الأوكرانية بضراوة وفرض الغرب عقوبات كاسحة على روسيا.
وفي هذه الأثناء، أدت ضربات جوية روسية، أمس، إلى مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص في مدينة لفيف في غرب أوكرانيا، بعد أن قصفت موسكو أهدافاً في جميع أنحاء هذا البلد وحشدت قواتها لشن هجوم شامل في شرقه.
وجاءت الضربات الجوية في لفيف بعد ساعات فقط من اتهام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بأنها تريد «تدمير» منطقة دونباس الشرقية بالكامل على الحدود مع روسيا.  وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت 16 هدفاً عسكرياً في مواقع مختلفة في أنحاء أوكرانيا.
وفي أعقاب الهجوم على لفيف، تصاعد دخان أسود من السقف المدمّر لمحل لتصليح السيارات في شمال غرب المدينة مع إطلاق صفارات الإنذار للتحذير من وقوع غارات جوية.
وقال حاكم منطقة لفيف ماكسيم كوزيتسكي، على مواقع التواصل الاجتماعي: «اندلعت حرائق نتيجة الضربات، ولا تزال فرق الإطفاء تسعى إلى إخمادها، ولحقت أضرار جسيمة بالمنشآت».
وفي الجنوب، واصلت روسيا تقدمها للسيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، حيث كانت آخر القوات الأوكرانية فيها تستعد لمعارك حاسمة.
وتعهدت أوكرانيا بالقتال والدفاع عن هذه المدينة الاستراتيجية، متحدية الإنذار الروسي للمقاتلين داخل مصنع آزوفستال للفولاذ المحاصر بإلقاء أسلحتهم والاستسلام.
وأصبحت ماريوبول رمزاً للمقاومة الأوكرانية غير المتوقعة منذ بدأت القوات الروسية هجومها على الجمهورية السوفياتية السابقة في 24 فبراير.
وفي حين كانت العديد من المدن الكبرى تحت الحصار، وفقاً لرئيس الوزراء دينيس شميهال لم تسقط واحدة، باستثناء خيرسون في الجنوب، وجرت إعادة السيطرة على أكثر من 900 بلدة ومدينة. وستسمح السيطرة على ماريوبول لروسيا بأن يكون لها جسر بري بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 والمنطقتين الانفصاليتين المدعومتين من موسكو في شرق أوكرانيا.
وفي الشرق، حثّت السلطات الأوكرانية السكان في إقليم دونباس على التوجه غرباً للهروب من هجوم روسي مرتقب واسع النطاق للسيطرة على منطقتيه في دونيتسك ولوهانسك.
وقال زيلينسكي: «القوات الروسية تستعد لشن هجوم في شرق بلادنا في المستقبل القريب، وتريد القضاء على دونباس وتدميرها». وقال حاكم لوهانسك سيرغي غيداي: إن الأسبوع المقبل سيكون «صعباً».
وكتب على فيسبوك «قد تكون المرة الأخيرة التي تسنح لنا فرصة إنقاذكم».
كما استؤنف القصف العنيف على مدينة خاركيف ثاني مدن البلاد، صباح أمس، بحسب مراسل وكالة فرانس برس على الأرض.
ويأتي القصف بعد يوم على مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 20 آخرين جراء غارات على المدينة الواقعة على بعد 21 كيلومتراً فقط من الحدود الروسية أمس الأول. 
وقالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، أمس: إن أكثر من 4.9 مليون أوكراني فرّوا من بلادهم، محذرة من مخاطر استغلال اللاجئين من النساء والأطفال.
وأضافت: «اللاجئون من أوكرانيا ومعظمهم من النساء والأطفال يواجهون مخاطر متزايدة من تعرضهم للاستغلال الجنسي والتجاوزات والاتجار بالبشر».
كما قال مسؤولون أوكرانيون، أمس، إنهم أوقفوا إجلاء المدنيين من بلدات ومدن على خط الجبهة في الشرق لليوم الثاني على التوالي، متهمين القوات الروسية بإغلاق وقصف الممرات المخصصة لذلك.
وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشوك على مواقع التواصل الاجتماعي: «في انتهاك للقانون الإنساني الدولي لم يتوقف الروس عن إغلاق الممرات الإنسانية وقصفها».
لكنّ حاكم لوهانسك غايداي، أعلن في وقت سابق أنه بدأ عمليات الإجلاء.
وقال لوسائل إعلام أوكرانية: «أخرجنا على مسؤوليتنا عشرات الأشخاص، لكنّ الأمر خطير للغاية».