دينا محمود (لندن)

«التطور الأكثر أهمية في صفوف الجبهة المناهضة لميليشيات الحوثي الإرهابية المتمردة في اليمن منذ اندلاع الحرب».. هكذا وصف محللون غربيون إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فجر أمس، نقل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، وذلك في خطوة تزامنت مع تواصل الهدنة السارية في البلاد منذ يوم السبت الماضي، واختتام المشاورات اليمنية - اليمنية، التي استضافتها الرياض برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية على مدى أكثر من أسبوع.
واعتبر المحللون أن تشكيل هذا المجلس، يستهدف تعزيز اللُحمة بين القوى اليمنية الرافضة للانقلاب، الذي نفذته الميليشيات «الحوثية» في خريف عام 2014، وهو ما قاد لنشوب الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، وأدت لسقوطها فريسة لأزمة إنسانية هي الأسوأ من نوعها في العالم بأسره.
وأشار المحللون إلى أن مجلس القيادة الرئاسي، الذي يرأسه وزير الداخلية السابق رشاد العليمي، ويضم سبعة أعضاء من شمال اليمن وجنوبه، يحظى بعلاقات وثيقة مع السعودية، التي أعلنت بُعيد تشكيل المجلس، تقديم دعم مالي بقيمة ملياري دولار للاقتصاد اليمني. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية، قال بيتر سالزبري خبير شؤون اليمن في مركز «مجموعة الأزمات الدولية» للدراسات والأبحاث، إن مجلس القيادة الرئاسي الجديد «يضم شخصيات سياسية وعسكرية محورية، تضطلع بدور مباشر على الأرض».
وشدد سالزبري على أهمية الدعم المالي العاجل، الذي أُعْلِنَ عن تقديمه للبنك المركزي اليمني، قائلاً إنه سيساعد على استقرار العملة المحلية في البلاد، التي تراجعت قيمتها بشكل كبير على مدار الفترة الماضية، ويعزز القوة الشرائية للمواطنين اليمنيين.
ووفقاً لأرقام أعلنت عنها وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، بات حوالي 20.7 مليون يمني، بحاجة لمساعدات إنسانية فورية، لتمكينهم من مواجهة المصاعب المترتبة على تواصل العدوان «الحوثي»، الذي أدى إلى شح المواد الأساسية في الأسواق، وعلى رأسها الأغذية، بفعل الارتفاع الهائل في الأسعار، بنسبة وصلت إلى 60 في المئة منذ بداية العام الجاري، جنباً إلى جنب مع تهاوي قيمة الريال اليمني، التي انخفضت في بعض مناطق البلاد، بما يقرب من 40 في المئة. وأشارت «لوس أنجلوس تايمز»، إلى أن إعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، جاء وسط زخم دولي، يدفع باتجاه تكثيف الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، لا سيما بعدما نجحت الأمم المتحدة في التوافق على بدء سريان «هدنة الشهرين»، المستمرة حتى يونيو المقبل، والقابلة للتمديد.
وتكتسب الهدنة أهميتها في ضوء أنها الأولى التي تشمل اليمن بالكامل منذ ست سنوات، وجاء إعلانها بعد وصول المعارك على عدد من جبهات القتال إلى طريق مسدود، بعد تصعيد شهدته المواجهات على مدار الشهور الماضية، وتواكب مع تكثيف الميليشيات الانقلابية اعتداءاتها في الداخل اليمني وعبر الحدود.