عدن (وكالات)
شهد سوق العملات في اليمن تحولاً ملحوظاً، أمس، بعد إعلان المملكة العربية السعودية عن دعم مالي كبير بلغ 3 مليارات دولار، حيث انخفض سعر صرف الدولار بأكثر من 40 في المئة. ووفقاً لوسائل إعلام يمنية، فقد بلغ سعر الدولار في صنعاء وعدن، 720 ريالاً، مقارنة بـ 1150 في 5 أبريل. وأفادت مصادر مصرفية، بأن الريال اليمني شهد تحسناً كبيراً في كل المحافظات. وقال تجار ومتعاملون بشركات صرافة في عدن وصنعاء، أمس، إن الريال اليمني استعاد كثيراً من قيمته وسجل أفضل مستوى له منذ سنوات أمام الدولار والعملات الأجنبية، عقب أشهر من الانهيار الحاد والهبوط لأدنى مستوى على الإطلاق.
وقال صرافون ومتعاملون في عدن: إن تحسناً كبيراً غير مسبوق طرأ على تعاملات أسعار صرف الريال في السوق الموازية في الساعات الأولى من يوم أمس، عقب ساعات من إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تخليه عن السلطة ونقل كافة صلاحياته لمجلس رئاسي. وذكر صرافون أن العملة اليمنية ارتفعت مساء، أمس، إلى 650 ريالاً للدولار للشراء و850 ريالاً للبيع، مقارنة مع نحو 1130 ريالاً للدولار في تداولات سوق الصرف أمس الأول، بعد أن كانت عند 1240 ريالاً للدولار في تداولات سوق الصرف مطلع الشهر الجاري، و1280 أواخر مارس الماضي. وقال محمد حميد الموظف بإحدى شركات الصرافة بعدن: إن عمليات بيع وشراء العملات الأجنبية متوقفة الآن، وإن ثمة هبوطاً متسارعاً لسعر الدولار أمام الريال، وحالة ارتباك في سوق الصرف غير الرسمية في ظل التطورات السياسية والاقتصادية والدعم الخليجي المعلن للبنك المركزي والحكومة. وقال شاهد: إن بعض شركات ومحال الصرافة في عدن تقوم بشراء الدولار والريال السعودي بالسعر الجديد المنخفض، لكنها تمتنع عن بيع العملات الأجنبية بنفس السعر. وتزامن ارتفاع قيمة العملة المحلية في عدن، مع ارتفاع قيمتها في صنعاء ومناطق شمالي البلاد. ويقول متعاملون وخبراء اقتصاد: إن سوق الصرف في عدن وصنعاء تأثر بالفعل بالتطورات المتسارعة على المشهد السياسي والاقتصادي، مع إعلان الرئيس اليمني نقل صلاحياته كاملة لمجلس رئاسي والدعم المالي للبنك المركزي والحكومة، وهو ما أدى لارتفاع سعر صرف الريال.
ويسود الشارع اليمني تفاؤل كبير بأن تنعكس التطورات الإيجابية في سوق الصرف بالإيجاب على أسواق السلع وتتراجع، بعد أن صعدت بشكل قياسي وغير مسبوق في تاريخ اليمن مع بداية شهر رمضان وارتفاع أسعار النفط عالمياً، وتأثيرات الأزمة الروسية الأوكرانية على أسعار القمح.
وفقد الريال اليمني أكثر من ثلاثة أرباع قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب مطلع 2015، وتسبب في ارتفاع هائل للأسعار وسط عجز الكثير من اليمنيين عن شراء غالبية السلع الأساسية والكمالية.