بيروت (وكالات) 

يتوجّه البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في شهر يونيو المقبل إلى لبنان الغارق في أزماته، حسبما أعلنت الرئاسة اللبنانية أمس، في خطوة من شأنها أن تحمل «رجاء» للبنانيين المتعبين الذين ينتظرون الزيارة منذ سنوات.
ومن المتوقع أن تأتي زيارة البابا المنتظرة بعد أسابيع من إجراء لبنان الانتخابات البرلمانية المقررة منتصف مايو المقبل، والتي لا يتوقع خبراء أن تحدث تغييراً في المشهد السياسي العام، رغم مشاركة مجموعات سياسية معارضة انبثقت غالبيتها عما بات يُعرف بـ«ثورة» أكتوبر 2019.
وأوردت الرئاسة، في بيان، أن السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري سلّم رئيس الجمهورية ميشال عون «رسالة خطية أعلمه فيها أن البابا فرنسيس قرر زيارة لبنان في شهر يونيو المقبل، على أن يصار إلى تحديد تاريخ الزيارة وبرنامجها وموعد الإعلان عنها رسمياً، بالتنسيق بين لبنان والكرسي الرسولي».
وستكون هذه الزيارة الثالثة لبابا الكنيسة الكاثوليكية إلى لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990). ويُتوقع أن تحظى بحفاوة رسمية وشعبية بالغة من اللبنانيين على اختلاف مكوناتهم. وتأتي في خضم انهيار اقتصادي غير مسبوق صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، وبات معه أكثر من ثمانين في المئة من السكان تحت خط الفقر.
وقال عون، وفق البيان: إن «اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة منذ مدة، للتعبير عن امتنانهم لمواقفه تجاه لبنان وشعبه، وللمبادرات التي قام بها، والصلوات التي رفعها من أجل إحلال السلام والاستقرار فيه، والتضامن مع شعبه في الظروف الصعبة التي يمرّ بها».
على مواقع التواصل الاجتماعي، سرعان ما تناقل اللبنانيون الخبر بحفاوة. وكتبت مغردة «رسمياً، البابا فرنسيس سيزور لبنان.. أهلا ببابا السلام في أرض القداسة».
وسبق للبابا فرنسيس، البالغ 85 عاماً، أن أعرب مراراً عن رغبته في زيارة لبنان، ووجّه خلال الأشهر الأخيرة رسائل دعم عدّة إلى لبنان وشعبه.
وأعرب خلال زيارته جزيرة قبرص في ديسمبر الماضي، عن «قلق شديد» إزاء الأزمة. وقال في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم بطريركها بشارة الراعي من لبنان خصيصاً للمشاركة في استقباله: «عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق شديد للأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم».
وأضاف «أحمل في صلاتي الرغبة في السلام التي تنبع من قلب ذلك البلد».
وفي يوليو، استقبل البابا في الفاتيكان تسعة من رؤساء الكنائس في لبنان. ووجّه رسالة أمل إلى الشعب اللبناني، داعياً اللبنانيين إلى «عدم القنوط».
وغالباً ما يشكل لبنان محطة رئيسية على جدول زيارات باباوات روما للشرق الأوسط.