واشنطن، موسكو (وكالات)

نفت الولايات المتّحدة، أمس، الاتّهامات التي وجّهتها إليها روسيا بأنّها تدعم برنامجاً لتطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، محذّرة من أنّ الهدف من هذه الاتّهامات الروسية قد يكون التحضير لإمكان أن تستخدم القوات الروسية قريباً مثل هذه أسلحة في أوكرانيا. 
لكن وزارة الدفاع الروسية، أكدت أنها قبضت على الطيور المرقمة التي جرى إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا في منطقتي إيفانوفو وفورونيج الروسيتين.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أمس، أن الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا كان إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: إنه باتت معروفة تفاصيل مشروع «UP-4»، الذي جرى تنفيذه بمشاركة مختبرات في كييف وخاركوف وأوديسا خلال فترة حتى عام 2020.
ووفقاً للوزارة، كان هدف المشروع، دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة، بما في ذلك إنفلونزا H5N1 شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى 50 في المئة، وكذلك مرض نيوكاسل. كما جرى، بحسب الوزارة، تحديد نوعين على الأقل من الطيور المهاجرة، والتي تمر طرقهما بشكل رئيسي عبر روسيا، كما تم تلخيص معلومات عن طرق هجرتها عبر دول أوروبا الشرقية.
وأضافت الوزارة: «من بين جميع الأساليب التي جرى تطويرها في الولايات المتحدة لزعزعة استقرار الوضع الوبائي، تعتبر هذه الطريقة من أكثر الأساليب تهوراً وعديمة المسؤولية، لأنها لا تسمح بالتحكم في تطور الوضع». ووفقاً للوزارة، هناك أيضاً تطوير مشروع «R-781»، حيث تعتبر الخفافيش ناقلات محتملة لعوامل الأسلحة البيولوجية.
وأكدت العثور على أدلة على استمرار المشاريع البيولوجية UP-2، UP-9، UP-10، التي تهدف إلى دراسة مسببات الأمراض من الجمرة الخبيثة وحمى الخنازير الإفريقية.
من جانبه، قال الفريق إيغور كيريلوف قائد قوات الحماية من الإشعاعات ومن السلاح الكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي: إن البنتاجون أبدى الاهتمام بالحشرات التي تحمل العدوى خلال التجارب في مختبرات أوكرانيا، وجرى نقل أكثر من 140 حاوية بها براغيث وقردان إلى الخارج من المختبر البيولوجي في خاركوف، قبيل اقتراب القوات الروسية من المنطقة.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، قال في بيان: «إن الكرملين ينشر عن عمد أكاذيب صريحة مفادها أنّ الولايات المتحدة وأوكرانيا تقومان بأنشطة أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا».
وأضاف: «إن روسيا تختلق ذرائع كاذبة في محاولة لتبرير أفعالها المروّعة في أوكرانيا».
بدورها، قالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في تغريدة على «تويتر»: إنّ الاتهامات الروسية «منافية للعقل».
وأضافت: «أما وقد ادّعت روسيا هذه الادّعاءات الكاذبة.. فينبغي علينا جميعاً أن نتنبّه إلى احتمال أن تستخدم روسيا أسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا، أو أن تستخدمها تحت راية كاذبة»، أي أن تصوّر الأمر على أنّها ليست هي من استخدم هذه الأسلحة.
وفي 6 مارس، قالت وزارة الخارجية الروسية في تغريدة: إنّ القوات الروسية وجدت أدلّة على أنّ كييف حاولت محو آثار برنامج عسكري-بيولوجي في أوكرانيا، مؤكّدة أنّ هذا المشروع تموّله الولايات المتّحدة.
وفي بيانه، قال برايس: إنّ «هذه المعلومات الروسية المضلّلة محض هراء». وأضاف: إنّ موسكو لديها «سجلّ حافل في اتّهام الغرب بنفس الجرائم التي ترتكبها روسيا نفسها».
لكنّ الولايات المتحدة قالت، يوم الثلاثاء الماضي: إنّها تتعاون مع كييف لمنع القوات الروسية من السيطرة على مواد تستخدم في بحوث بيولوجية في البلاد.