أبوظبي (الاتحاد)

أكدت معالي لانا نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، ومعالي يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، أن الهجمات الإرهابية التي شنتها ميليشيات الحوثي على مواقع ومنشآت مدنية في الدولة لا تستهدف المدنيين الأبرياء فحسب، بل تستهدف رؤية الإمارات للتعايش والمساواة بين الجنسين والمشاركة العالمية. 
ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالاً مشتركاً عنوانه «واجهوا إرهاب الحوثي بالعقوبات الصارمة والعزلة الدبلوماسية»، كتبته معالي لانا نسيبة ومعالي يوسف العتيبة، قالا فيه إن ميليشيات الحوثي تهاجم رؤية مستقبلية جديدة تتبلور في الإمارات والمنطقة، تتمثل في التعايش الديني، وتمكين المرأة.
وأكد الدبلوماسيان في المقال «ندافع عن الإمارات وعن أسلوب حياتنا، نحن متمسكون بتخفيف التوترات، وخلق مستقبل مفعم بالأمل، بناء علاقات مباشرة مع إسرائيل فتح آفاقاً».
وفضح المقال جرائم الميليشيات الانقلابية، إذ دعت بعثتا الإمارات في نيويورك وواشنطن المجتمع الدولي إلى مواجهة الإرهاب الحوثي العابر للحدود. 
وقالا في المقال إن تداعيات إطلاق الإرهابيين للصواريخ تجاه أبوظبي كان من الممكن أن تكون أكبر، حيث يمر أكثر من 32 ألف مسافرٍ دوليٍ عبر المطار يومياً، كما يعيش أكثر من 8 ملايين مقيم أجنبي من جميع الدول تقريباً في الإمارات، بينهم أكثر من 65 ألف أميركي.
واعتبر نسيبة والعتيبة أن الإدانة الدولية الواسعة تعكس الإجماع العالمي على أن تجاهل الحوثيين للخسائر المدنية، واستهداف البنى التحتية المدنية هو تهديد للسلام والأمن الجماعي، وقالا إن «الإمارات، كالولايات المتحدة وكأي دولة ذات سيادة، ستتخذ كل التدابير اللازمة المتسقة مع القانون الدولي للدفاع عن نفسها من أي هجمات أخرى».
وقال الدبلوماسيان، إنه ينبغي ممارسة ضغط دبلوماسي واسع لمواجهة عدوان «الحوثي»، من خلال فرض عقوبات أميركية ودولية أشد صرامة، وعن طريق بذل جهود مكثفة لمنع انتشار الأسلحة.
ورأى المقال أن الأولوية العاجلة يجب أن تتمثل في إعادة إدراج واشنطن لـ«الحوثي» كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب القانون الأميركي، موضحاً أن هذا من شأنه المساعدة في عرقلة إمداداتهم بالمال والسلاح، من دون تقييد المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.
وأشارا في مقالهما المشترك إلى رفض ميليشيات الحوثي الإرهابية المشاركة في عملية السلام أو لقاء مبعوثي الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة، ومضاعفة هجماتهم الصاروخية على المدن والبلدات في المملكة العربية السعودية. 
كما حملا ميليشيات الحوثي الإرهابية المسؤولية عن الأزمة الإنسانية الراهنة في اليمن، لافتين إلى انتهاكهم لاتفاقيات الحد من الأعمال العدائية. 
وشدد معاليهما على أن دولة الإمارات كانت وستظل واحدة من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
ورأى المقال أن من الضروري رفع القدرات العسكرية لمضادات الصواريخ والطائرات المسيرة، معتبراً أن منظومتي الدفاع «باتريوت» و«ثاد» حالتا من دون وقوع خسائر أكبر في الأرواح خلال الضربات التي وقعت في يناير. 
وذكر المقال أن الإمارات ستكثف تعاونها مع الولايات المتحدة، لتوسيع وتحسين هذه المظلة الوقائية.
واعتبر معاليهما أنه يمكن للمزيد من الضغط الدبلوماسي وللعقوبات وللإنفاذ البحري، عزل ميليشيات الحوثي ووقف تدفق الأموال والأسلحة، لافتين إلى أن دولة الإمارات أوقفت مشاركتها القتالية وسحبت جميع قواتها البرية من اليمن عام 2019. وأضافا أنه، بالعمل مع المبعوثين الخاصين للأمم المتحدة والولايات المتحدة، سيمكن إحلال السلام في اليمن، عبر السبل السياسية وليس العسكرية.
وأشار الكاتبان إلى أن كل ذلك يجب أن يبدأ بوقف إطلاق النار، وهو ما يرفضه الحوثيون، بل ويتهربون من المحادثات، ويطلقون الصواريخ بعيدة المدى، ويستخدمون تكتيكات إرهابية ضد اليمنيين لتغذية آلة الحرب وإطالة أمدها. واعتبر معاليهما أن الحوثيين هم من صنفوا أنفسهم في الأساس كإرهابيين، وأنه يجب على الأمم المتحدة والولايات المتحدة وكل أمة مسؤولة ومنظمة دولية أن يفعلوا الشيء نفسه.