أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)

اتفقت السودان والولايات المتحدة الأميركية على تعديل الوثيقة الدستورية لتواكب التطورات الحالية في البلاد ودخول مختلف الأطراف في حوار وطني شامل لإنهاء الأزمة، والوصول إلى توافق وطني.
وأفاد بيان صادر عن مجلس السيادة في السودان اليوم الخميس، أن الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس اتفق مع وفد أميركي على تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة يقودها رئيس وزراء مدني لاستكمال مهام الفترة الانتقالية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية.
وضم الوفد الأميركي مولي في مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، والمبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، والقائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم براين شوكان.
وأبدى المسؤولان الأميركيان قلقهما العميق بشأن تعطيل التحول الديمقراطي، وأدانا بشدة استخدام القوة المفرط ضد المتظاهرين، لاسيما استخدام الذخيرة الحية والعنف وممارسة الاحتجاز التعسفي.
وبحسب بيان السفارة الأميركية: «دعا المسؤولان إلى إجراء تحقيقات شفافة ومستقلة في الوفيات والإصابات التي حدثت، ومحاسبة جميع المسؤولين عنها».
وشدد المسؤولان الأميركيان على أن أميركا لن تستأنف المساعدات المتوقفة للحكومة السودانية، في غياب إنهاء العنف واستعادة حكومة بقيادة مدنية تعكس إرادة الشعب السوداني.
وأوضح المسؤولان الأميركيان أن الولايات المتحدة ستدرس اتخاذ تدابير لمحاسبة المسؤولين عن الفشل في المضي قدماً في تحقيق هذه الأهداف، وأشارا لرفع حالة الطوارئ كإجراء مهم لبناء الثقة.
وقالت السفارة الأميركية: «القادة العسكريون في مجلس السيادة، الذين التقت بهم مساعدة وزير الخارجية والمبعوث الخاص أبدوا التزامهم بالحوار الوطني الشامل والانتقال السياسي، وتشكيل حكومة بقيادة مدنية على أساس التوافق، وأقروا بأهمية إنشاء واستدامة بيئة سلمية للسماح للعملية السياسية بالمضي قدما».
كما التقى الوفد الأميركي بوفد من قوى «الحرية والتغيير»، و«لجان المقاومة»، وأعضاء بمجلس السيادة، وقيادات سياسية أخرى.
وقال خالد عمر يوسف وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خلال لقائه الوفد الأميركي، إن المخرج الوحيد من الأزمة الراهنة يتمثل في الاستجابة لمطالب الشارع.
وقال يوسف: «أكدت للوفد الأميركي ضرورة تأسيس إطار دستوري جديد ذي مشروعية شعبية يقوم على سلطة مدنية كاملة، وإجراءات شاملة للعدالة تنصف الضحايا بصورة لا لبس فيها».
بدوره، قال الهادي إدريس عضو مجلس السيادة ورئيس الجبهة الثورية، إن الوفد الأميركي أكد دعم بلاده للمبادرة الأممية للخروج من الأزمة الحالية، واصفاً اللقاء بالجدية والوضوح.
وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد»، إن الوفد الأميركي حمل رسالة قوية لجميع الأطراف السودانية بوقف العنف والتصعيد والانخراط في حوار مثمر.
يأتي ذلك في وقت، خرج فيه آلاف المحتجين في مظاهرات في الخرطوم تحت شعار «الوفاء للشهداء»، وذلك بدعوة من لجان مقاومة الخرطوم شرق، وهو الأمر الذي تضامن معه عدد من لجان المقاومة الأخرى، كما أعلنت قوى «الحرية والتغيير» دعمها للمظاهرات.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين.
كما انطلقت مظاهرات مماثلة في «عطبرة والدمازين وود مدني» ومدن سودانية أخرى. وتزامن ذلك مع وقفة احتجاجية للقضاة تنديداً بقتل المتظاهرين في 17 يناير، والمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي.