دينا محمود (لندن)

يبدو أن عام 2022 سيكون عام الحسم لتحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك في ضوء تسارع وتيرة الانتصارات، التي تشهدها جبهات القتال في مواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية، خاصة في محافظتيْ مأرب وشبوة.
فبعد نحو عام من انطلاق الحملة المحمومة التي يشنها الحوثيون للاستيلاء على مأرب، بهدف استغلال موقعها الاستراتيجي ومواردها من الطاقة، تتوالى الانتكاسات التي تلحق بالميليشيات الدموية، في تلك المحافظة التي لا يفصلها سوى 170 كيلومتراً على الأكثر عن العاصمة صنعاء.
وفي تقرير تحليلي، شدد موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، على الدور الكبير الذي تضطلع به «ألوية العمالقة» في تحقيق الانتصارات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذه التحولات الميدانية، تأتي إثر مكاسب مماثلة، تحققت في محافظة شبوة، التي أعلن تحالف دعم الشرعية، أنه بسط سيطرته بالكامل عليها، وسط انهيار كامل لميليشيات الحوثي، وهو ما أعقبه إعلان الناطق باسم التحالف تركي المالكي من قلب هذه المحافظة، إطلاق عملية تحمل اسم «حرية اليمن السعيد»، من أجل نقل اليمن إلى مرحلة النماء والازدهار.
وأبرز الموقع تأكيدات مسؤولين أميركيين، مواصلة الميليشيات تلقي أسلحة من الخارج، ما يؤكد تأزم وضعها الميداني، ومحاولاتها اليائسة لتعويض الخسائر الفادحة، التي مُنيت بها على مدار الأسابيع القليلة الماضية، ما أدى إلى تغيير موازين القوى بوضوح على الأرض.
وفي إشارة لمحاولة الحوثيين الانتقام من المدنيين اليمنيين في المناطق المحررة، سلّط «أل مونيتور» في تقريره الضوء على تصاعد الأزمة الإنسانية في مأرب، التي شكلت على مدار السنوات الماضية ملاذاً آمناً للنازحين الفارين من المعارك، في المحافظات الأخرى.
وأشار التقرير إلى تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة مؤخراً في هذا الشأن، بفعل تقديرات تفيد بأن المواجهات التي دارت في الآونة الأخيرة، أجبرت نحو 15 ألف شخص، على النزوح من ديارهم.
ونقل «أل مونيتور» عن راميش راجاسينجهام، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالإنابة، قوله إن عدد القتلى المدنيين خلال ديسمبر الماضي وحده، بلغ 358 شخصاً، وهي الحصيلة الأعلى منذ ثلاث سنوات تقريباً.
وتتزامن هذه التحذيرات مع بيانات نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على موقع «ريليف ويب» الإلكتروني التابع له، تظهر أن العام الماضي شهد نزوح أكثر من 65 ألف شخص في مأرب وحدها.
وتشير البيانات إلى أن نحو 65% من هؤلاء الأشخاص، نزحوا خلال الشهور الأربعة الأخيرة من 2021، وذلك بالتوازي مع احتدام المعارك على العديد من الجبهات في المحافظة.
وحذرت الأمم المتحدة من تفشي الأمراض بين النازحين، خاصة من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن الكثير منهم، كانوا قد نزحوا من قبل أكثر من مرة، على مدار سنوات الصراع الدموي الذي يعصف باليمن.