أحمد عاطف، عبد الله أبو ضيف (القاهرة)

قال خبراء ومحللون في الشؤون السياسية والأمنية وملف الحركات الإرهابية المسلحة: إن الأعمال التخريبية والإرهابية التي تنفذها ميليشيات الحوثي تجاه دول المنطقة ترتقي لأن تكون جرائم حرب يجب محاسبتها عليها، لافتين إلى أنها أصبحت تتسم بالغلو والتطرف السياسي والديني بشكل أكبر من الجماعات الإرهابية الحالية.
وطالب الخبراء، خلال حديثهم لـ «الاتحاد»، بضرورة اتخاذ إجراء دولي حاسم تجاه إرهاب جماعة الحوثي وإدراجها ضمن قوائم المنظمات الإرهابية لتحجيمها، خاصةً مع ما اقترفته من أعمال إرهاب أودت بحياة الآلاف على مدار سنوات، وامتد إرهابها ليشمل دولاً مجاورة، لا سيما أنها مدعومة من دول تحركها بشكل ظاهر لتنفيذ مخططاتها التي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة.
واعتبر المحلل السياسي السعودي خالد المجرشي أن إرهاب الحوثي أخطر من إرهاب «داعش»، موضحاً أن الميليشيات تمتلك أسلحة لا تمتلكها أي ميليشيا إرهابية أخرى.
وأضاف المجرشي لـ«الاتحاد» أن تقارير عديدة أشارت إلى تحول عدد من العناصر الإرهابية التي كانت في تنظيم «القاعدة» الإرهابي إلى القتال مع ميليشيات الحوثي وأصبحت تتولى مهام قيادية داخل الميليشيا.
وأشار المحلل السياسي السعودي إلى أن هذه الجماعة لا تأبه بالخسائر البشرية والمادية التي يتضرر منها المدنيون في المقام الأول وتساهم في تقويض وتأخير فرص التنمية في الدول المستهدفة بالعمليات الإرهابية.
إلى ذلك، قال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب: إن ميليشيات الحوثي لا تختلف عن كل جماعات العنف والتطرف ذات الخلفية الدينية، وإنها قريبة الشبه بالجماعات الأكثر عنفاً كـ«داعش»، لافتاً إلى أنها تتشابه معها في نفس سلوك وأدوات الحركة الإرهابية.
وأضاف أديب لـ«الاتحاد» أن المجتمع الدولي لا يزال يفرق بين «الحوثي» والجماعات الإرهابية المُدرجة على قوائم الإرهاب كتنظيمي «داعش» و«القاعدة» على الرغم من أن السلوك واحد والإرهاب الذي تمارسه الميليشيات لا يختلف كثيراً عن «داعش»، موضحاً أنه إذا تم التدقيق في الحركة فسيتم التأكد من أنها أخطر بشكل كبير من «داعش»، مطالباً المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته.
وأشار الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي إلى أن «الحوثي» يمارس ما يسمى بـ «إرهاب الدولة» لأنه انقلب على الشرعية اليمنية ويضع يده في يد دول تستخدمه كغطاء كبير لممارسة الإرهاب الذي يمثل خطورة على المنطقة العربية والخليجية، مؤكداً أن إرهاب الحوثي ضد الإمارات يمكن أن نسميه اعتداء وجريمة حرب.
وأكد أديب أن ميليشيات الحوثي تعد ترجمة لفكرة الإرهاب العابر للحدود وتتخطى فكرة الاعتداء على اليمنيين أنفسهم والشرعية اليمنية والانقلاب عليها والاعتداء على الدول المجاورة كالسعودية والإمارات ومُرشحة للاعتداء دول أخرى، لافتاً إلى أن هذا يُعد تهديداً للسلم والأمن في المنطقة ويهدد بحرب تهدف لزعزعة استقرار المنطقة، مطالباً المجتمع الدولي بقطع الطريق على هذه الحركة وعلى من يدعمها بوضعها على قوائم الإرهاب حتى يعم الاستقرار في المنطقة ولا يتعقد النظام السياسي أكثر من ذلك.
وعلى الصعيد نفسه، أدان الخبير العسكري اليمني يحيى البحر الهجمات الإرهابية للحوثي على الإمارات، مشيراً إلى أن الجماعة الإرهابية تواجه مراحلها الأخيرة ما دفعها للتصرف بهذه الطريقة، مشيراً إلى أن هناك تقدماً كبيراً على الأرض، حيث شهد العام المنصرم العديد من الأعمال القتالية والمواجهات المحتدمة والمعارك الشرسة للجيش اليمني والقوات المشتركة.

محاولة للتغطية على الخسائر
قال الخبير الاستراتيجي والقائد السابق بالجيش المصري اللواء سمير فرج: إن الحوثي مُني بضربات قوية في مأرب التي تتجه لإعلان تحريرها كاملة من قبل القوات اليمنية المدعومة من التحالف، وأن ما جرى من قبل الحوثي ضد الإمارات هو محاولة للتغطية على تلك الخسائر.
وأشار فرج لـ«الاتحاد» لأن «الحوثي» متورطة الآن في جرائم حرب دولية وأنه رغم خسائرها تحاول أن تغطي على تلك الجرائم بضربات تصنع «بروباجندا إعلامية»، لافتاً إلى أن دعوة وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو لتصنيف الحوثي كجماعة إرهابية ووجوب أن تلغي أميركا على الفور عرضها بتخفيف العقوبات عن الإرهاب، هو أبرز دليل على أن الحوثي مثلها مثل الجماعات المتطرفة الإرهابية.