دينا محمود (لندن)
حذر محللون غربيون من خطورة التهديدات التي تشكلها ميليشيات الحوثي الإرهابية على حرية الملاحة في الممرات البحرية الدولية، وعلى رأسها مضيق باب المندب، في ضوء أنه قد يؤثر بشكل واسع النطاق على إمدادات الطاقة إلى دول العالم المختلفة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ما سيزيد أسعار الغاز والوقود هناك.
وشدد المحللون على أن الممارسات العدوانية الحوثية الحالية تشعل التوترات في أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم، في إشارة إلى المضيق، الذي يكتسي بأهمية كبرى على صعيد عمليات الشحن البحري الدولية، باعتبار أنه يختصر الطريق بشكل كبير من آسيا وأفريقيا من جهة، وأوروبا والأميركتين من جهة أخرى.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «ذا نيويورك صن» الأميركية، ندد المحللون الغربيون بإقدام الميليشيات الحوثية على استخدام موانئ يمنية مثل الحديدة والصليف لأغراض حربية، عبر تخصيص أولهما لاستقبال الصواريخ الباليستية القادمة للانقلابيين من الخارج، وجعل الآخر مكانا لتصنيع معدات عسكرية.
وأشار المحللون إلى عملية القرصنة البحرية التي أقدمت عليها ميليشيات الحوثي مطلع الشهر الجاري، وشهدت خطف سفينة الشحن «روابي» التي تحمل العلم الإمارات في المياه الدولية قبالة سواحل الحديدة، رغم أن السفينة كانت تحمل على متنها معدات طبية، تخص مستشفى ميدانيا.
ويشكل ذلك الحادث الثاني من نوعه، بعدما احتجز المسلحون الانقلابيون في نوفمبر 2019، قاطرة سعودية وسفينة وحفاراً كوريين جنوبيين، إلى الشمال من الحديدة، قبل أن يُضطروا للإفراج عن هذه القطع البحرية في وقت لاحق.
واعتبرت «ذا نيويورك صن» عملية اختطاف السفينة «روابي»، التي لاقت إدانة إقليمية ودولية واسعة النطاق، بأنها تمثل نقطة تحول رئيسة في الحرب المتواصلة منذ استيلاء الحوثيين على السلطة في خريف 2014.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأممي الخاص السابق لليمن جمال بن عمر قوله، إن الميليشيات الانقلابية لم تُقْدِم على أي شيء مماثل لتلك العملية من قبل، بما يشير إلى أنها باتت الآن أكثر عدوانية، بفعل حصولها على عتاد عسكري وارد إليها من الخارج، يتمثل في صواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة.
ويهدد ذلك التصعيد العدواني مرور ناقلات النفط في مضيق باب المندب، الذي يشكل رابطا بين المحيط الهندي والبحر المتوسط، عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وبحسب التقديرات، تحمل هذه الناقلات يوميا حوالي 3.3 مليون برميل من النفط، في طريقها من الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة.
وحذر المحللون الغربيون من أن التطورات الأخيرة على صعيد الممارسات العدوانية الحوثية، تُنذر بأن تشكل الحرب خطراً يهدد مستهلكي الطاقة في الغرب، خاصة في ضوء تعمد الميليشيات بين الحين والآخر، استهداف المنشآت النفطية السعودية بهجمات صاروخية عبر الحدود.