تل أبيب (وكالات)

أعلنت إسرائيل، أمس، سلسلة إجراءات لتعزيز الثقة مع السلطة الفلسطينية، وذلك بعد ساعات قليلة على زيارة رسمية للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إسرائيل اجتمع خلالها مع وزير الدفاع بيني غانتس.
وهي المرة الأولى التي يزور فيها عباس إسرائيل لعقد اجتماع رسمي مع مسؤول إسرائيلي منذ عام 2010.
وناقش الرجلان في الاجتماع الذي عقد في منزل غانتس في مدينة «روش هعين»، مجموعة من القضايا الأمنية والاقتصادية، على ما أكدت مصادر إسرائيلية.
وكتب غانتس على «تويتر»: «ناقشنا تنفيذ إجراءات اقتصادية ومدنية وتعزيز التنسيق الأمني بيننا من أجل رفاهية الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء».
وتأتي زيارة عباس إلى إسرائيل بعد نحو 4 أشهر من زيارة مماثلة قام بها وزير الدفاع في حكومة نفتالي بينيت الائتلافية إلى مدينة رام الله، التقى خلالها الرئيس الفلسطيني.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس، إنها وافقت على جملة من الإجراءات لـ«تعزيز الثقة».
وتتمثل تلك الإجراءات بدفعة مالية للسلطة الفلسطينية بقيمة 100 مليون شيكل «32.1 مليون دولار»، من أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح الفلسطينيين.
كما تشمل الإجراءات، بحسب بيان الوزارة، منح تجار فلسطينيين كبار 600 تصريح إضافي للعمل في إسرائيل، بالإضافة إلى تسوية أوضاع 6 آلاف فلسطيني يعيشون في مناطق في الضفة الغربية مصنفة «ج».
وكانت إسرائيل أعلنت في أكتوبر ولأول مرة منذ عام 2009، تسوية أوضاع 4 آلاف فلسطيني يعيشون في تلك الأراضي التي تخضع لإدارة إسرائيل عسكريا ومدنيا، وتعتبر إسرائيل هذا الإجراء «إنسانيا». 
وقال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ عبر حسابه على «تويتر»، أمس، إن «اللقاء في بيت غانتس هو تحد كبير والفرصة الأخيرة قبل الانفجار والدخول في طريق مسدود».
وأكد أن الاجتماع يمثّل «محاولة جدية جريئة لفتح مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية ويضع حدا للممارسات التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني». وقال الشيخ في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، إن السلطة الفلسطينية تبحث عن صناعة التاريخ مع إسرائيل ومنع الوضع من التدهور. ووصف الشيخ، لقاء عباس بوزير الدفاع الإسرائيلي بـ«لقاء الأبطال»، مضيفا أن «القيادة الفلسطينية تسعى إلى صنع التاريخ مع بني غانتس أو أي شخص آخر في حكومة إسرائيل، كما كان الحال مع إسحاق رابين».
وأضاف: «في النهاية، فقط الأبطال هم من يصنعون السلام، الشخص الذي يؤمن بالسلام يجب أن يكون شجاعا، وعلينا أن نقاتل من أجل ذلك حتى اللحظة الأخيرة»، لافتا إلى أن زيارة محمود عباس لمنزل غانتس «خطوة شجاعة ومهمة».وكان الشيخ قال في وقت سابق، إن «الاجتماع تناول العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية، وناقش المسؤولان أيضاً الأوضاع الميدانية المتوترة بسبب ممارسات المستوطنين، وأهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية»، على حد قوله.
ويأتي لقاء غانتس مع عباس في أعقاب زيارة قام بها مؤخراً إلى المنطقة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
وتدعم الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن حلّ الدولتين، واستأنفت تقديم المساعدات المالية للفلسطينيين، الأمر الذي كانت جمدته الإدارة السابقة برئاسة ترامب.

قصف مدفعي على غزة
قصف الجيش الإسرائيلي مواقع عسكرية تابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة، بعد أن أصابت نيران أطلقت من القطاع إسرائيلياً، وفق ما أفادت مصادر متطابقة في الجيش الإسرائيلي وأخرى أمنية فلسطينية أمس. وقال الجيش في بيان إن دبابات إسرائيلية استهدفت عددا من المواقع العسكرية لحركة «حماس» في شمال غزة بعد إصابة إسرائيلي بالقرب من السياج الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل بإطلاق نار من القطاع. ووصف جراح الإسرائيلي بـ «الطفيفة».
وأكد مصدر أمني في حكومة «حماس» أن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف 4 مواقع حدودية للرصد تابعة للحركة، ما أسفر عن إصابة مزارعين اثنين وأضرار. وبحسب مصدر طبي فلسطيني، نقل إلى المستشفى الأندونيسي مصابان بحالة دون المتوسطة، كما نقل مصاب ثالث إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة بحالة متوسطة. وقال مزارع فلسطيني إنه كان في أرضه عندما حصل إطلاق نار من الجهة الفلسطينية تبعه قصف مدفعي وإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي.